أكمل الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، سيطرته على "محور فيلادلفيا" الفاصل بين قطاع غزة ومصر ليعزل بذلك القطاع بشكل كامل عن الأراضي المصرية.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان، أن الجيش الإسرائيلي وسع توغله بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة بالتقدم غربا وصولا إلى شاطئ البحر، ليسيطر بذلك على كامل محور فيلادلفيا، المعروف باسم "محور صلاح الدين"، الفاصل بين القطاع ومصر البالغ طوله 14.5 كلم.
وفقاً للشهود، فإن آليات عسكرية إسرائيلية تتمركز حاليا في شارع الرشيد على شاطئ البحر أقصى غربي مدينة رفح، وتتجول في منطقة القرية السويدية، وأن قناصة إسرائيليين يعتلون مباني مرتفعة ويطلقون النار على كل من يتحرك بالمنطقة.
وخلال توغله، قصف الجيش الإسرائيلية عددا من المنازل في منطقة "العزبة" غرب القرية السويدية ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الفلسطينيين فيما لا تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إلى معظمهم بسبب استهداف القوات الإسرائيلية كل من يتحرك بالمنطقة.
كما أن الدبابات الإسرائيلية تواصل قصفها المدفعي لمناطق غربي رفح من الجهات الشمالية لنقاط تمركزها.
في غضون ذلك، اضطر معظم النازحين غربي رفح للنزوح إلى مدينتي خانيونس ودير البلح بسبب العملية العسكرية وأصوات الدبابات والقذائف والقصف العنيف.
ما هو محور فلادليفا؟
يسمى محور فيلادلفيا أيضا "محور صلاح الدين" ويقع على امتداد الحدود بين غزة ومصر، وهو ضمن منطقة عازلة بموجب اتفاقية السلام "كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل عام 1979.
يمتد طوله 14.5 كيلومترا من البحر المتوسط حتى معبر "كرم أبو سالم"، ولا يتجاوز عرضه مئات الأمتار.
ووفقا لاتفاقية "كامب ديفيد" فإن المنطقة الحدودية (محور فيلادلفيا) تقع ضمن الأراضي الفلسطينية وأطلق عليها تصنيف "دال"، وتخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية التي حددت بحسب الاتفاقية بكتائب مشاة، تصل إلى 180 مركبة مدرعة من الأنواع كلها، وطاقم مكون من 4 آلاف عنصر، إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية.
ومنعت الاتفاقية وجود أي قوات مسلحة على الأراضي المصرية المتاخمة للحدود الفلسطينية التي أطلق عليها تصنيف "جيم"، وسمحت فقط لشرطة مدنية مصرية بأداء مهامها الاعتيادية بأسلحة خفيفة.
وخلال الأيام الماضية، كثف الجيش الإسرائيلي قصفه منازل الفلسطينيين جنوب ووسط القطاع، ما أسفر عن عشرات القتلى والجرحى، بالتزامن مع توغل قواته شرق مدينة دير البلح ومخيمي البريج والمغازي (وسط).
وخلفت الحرب الإسرائيلية على غزة التي دخلت شهرها التاسع نحو 120 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وقرابة 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأشخاص.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب متجاهلة قرارا من مجلس الأمن يطالبها بوقف القتال فورا، وأوامر من محكمة العدل بوقف هجومها على رفح، واتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، و"تحسين الوضع الإنساني" بغزة.