أوعز رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، بفتح تحقيق للوقوف على كيفية تسريب معلومات عن نشاط الجيش الإسرائيلي ضد سفن إيرانية كانت متوجهة إلى سوريا.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية "كان" إلى أن إيران بدأت بمهاجمة السفن المملوكة لإسرائيل بعد أن نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريراً قالت فيه إنه منذ عام 2019، نفذت إسرائيل سلسلة هجمات ضد سفن إيرانية كانت تحمل نفطاً وسلاحاً في طريقها إلى سوريا.
وجاء في التقرير الذي نشرته "وول ستريت جورنال" إنه منذ أواخر العام 2019، استخدمت إسرائيل أسلحة تشمل ألغاماً بحرية لضرب السفن الإيرانية، أو تلك التي تحمل شحنات إيرانية أثناء توجهها إلى سوريا، موضحة أن الهجمات نُفذت في البحر الأحمر وفي البحر الأبيض المتوسط وفي مناطق أخرى في المنطقة.
ونقلت "وول ستريت جورنال" في تقريرها عن مسؤولين أميركيين وإقليمين أشاروا إلى أن الهجمات الإسرائيلية جاءت "تحسباً من استفادة إيران من أرباح النفط، لتموّل أذرعها في الشرق الأوسط"، موضحين أن "بيع النفط الإيراني تواصل على الرغم من العقوبات الأميركية المفروضة على إيران ونظام الأسد".
وأضافت الصحيفة أن "الهجمات الإسرائيلية استهدفت كذلك سفن شحن إيرانية تنقل بضائع أخرى بما في ذلك شحنات أسلحة"، لافتة إلى أنه "لم يسبق أن تم الكشف عن هجمات استهدفت ناقلات نفط إيرانية، علما بأن مسؤولين إيرانيين كانوا قد أعلنوا عن هجمات استهدفت قطعهم البحرية، في وقت سابق، وقالوا إنهم يشتبهون بتورط إسرائيل".
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه "على ما يبدو أن المعلومات التي تم نشرها سرّبها مصدر إسرائيلي، ومع ذلك، يقدر الجيش الإسرائيلي أن المعلومات لم يتم تسريبها من الجيش".
وأوضحت أن المعلومات عن تفاصيل استهداف السفن الإيرانية التي نُشرت "أضرّت بالحملة البحرية الإسرائيلية ضد إيران"، مشيرة إلى أن "ذلك ما استدعى برئيس الأركان الإسرائيلي بفتح التحقيق حول التسريب".
"حرب الناقلات"
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز"، مطلع نيسان الماضي، أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها مسؤولة عن هجوم على سفينة الشحن الإيرانية "إم في سافيز"، التي قالت إنها "كانت ركيزة أساسية لجهاز استخبارات الحرس الثوري في المنطقة".
حينها أفادت صحيفة "هآرتس" أن مصدراً إسرائيلياً سرّب تفاصيل العملية للصحيفة الأميركية، لكنه طلب من المراسل الانتظار لنشرها، بعد أن قررت وزارة الدفاع تأجيل العملية ليوم واحد.
ومنذ عام 2019، تهاجم إسرائيل السفن التجارية التي تحمل النفط والأسلحة الإيرانية عبر شرق البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، فيما يعرف باسم "حرب الناقلات"، وذلك كجزء من مساعي الدولة العبرية للحد من النفوذ العسكري الإيراني في الشرق الأوسط، وإحباط الجهود الإيرانية للالتفاف على العقوبات الأميركية على صناعتها النفطية، وفق مسؤولين إسرائيليين.
واتهمت إسرائيل إيران بالوقوف خلف اعتداءات طالت سفناً مرتبطة بها خلال الأشهر الماضية، خصوصاً في خليج عمان وبحر العرب، كان آخرها هجوماً على ناقلة نفط يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي في بحر العرب قبالة سلطنة عمان، في 29 من تموز الماضي، ما أدى إلى مقتل حارس أمن بريطاني وروماني هو أحد أفراد الطاقم.