أعلنت القوات المسلحة الأردنية عن "زيادة دراماتيكية" في محاولات تهريب المخدرات من سوريا، محذرة من أن ذلك "يشكل تهديدات عابرة للحدود للأردن والمنطقة المجاورة وبقية العالم".
وقال الجيش الأردني، في بيان له، إنه أحبط 361 محاولة تسلل وتهريب مخدرات من سوريا إلى المملكة، وضبط قرابة 15.5 مليون حبة مخدر من أنواع مختلفة، بما في ذلك "كبتاغون" و"تراماداول"، وأكثر من 16 ألف عبوة "حشيش مخدر" تزن 760 كيلو غراماً، و2 كيلو غرام من مادة "الهيروين".
وخلال العام 2020، أوضح بيان الجيش الأردني أنه تم إحباط أكثر من 130 محاولة تسلل وتهريب من سوريا، أسفرت عن ضبط 132 مليون حبة "كبتاغون" مخدر، وأكثر من 15 ألف عبوة "حشيش مخدر".
ونقلت صحيفة "عرب نيوز" عن مصدر عسكري، دون أن تسميه، قوله إن "الأرقام مرتفعة بشكل كبير"، مشيراً إلى أن "زراعة المخدرات وتصنيعها في سوريا أصبحت صناعة متنامية".
طرق غير مألوفة لمهربي المخدرات
ووفق الصحيفة، فإن "مهربي المخدرات يعتمدون طرقاً غير مألوفة لتجنّب مراقبة الأردن لحدودها مع سوريا، التي تمتد لأكثر من 360 كيلومتراً، لكن العديد منهم قتلوا بالرصاص على أيدي حرس الحدود أثناء محاولتهم العبور".
وكشف مصدر أمني للصحيفة، أن "مهربي المخدرات من سوريا استخدموا طرقاً وأنفاقاً سرية لتهريب منتجاتهم إلى المملكة"، مشيراً إلى أنه "بعد أن رصد الجيش الأردني كل هذه الطرق، يلجأ المهربون إلى أساليب أخرى، بما في ذلك الطائرات بدون طيار، وحتى الحيوانات".
وفي تشرين الأول الماضي، قال الجيش الأردني إنه أسقط طائرة مسيّرة تحمل كمية كبيرة من المخدرات في أثناء تحليقها فوق الحدود مع سوريا.
وأمس الأربعاء، قالت دائرة الجمارك العامة الأردنية إنها أحبطت تهريب حبوب "كبتاغون" مخدرة، مخبأة داخل شاحنتين تحملان لوحات أجنبية في معبر جابر - نصيب على الحدود مع سوريا، مشيرة إلى أن الكمية المضبوطة تقدّر بنحو 2.7 مليون حبة، ضبطت داخل شاحنتين الأولى محملة بمادة الحديد والأخرى محملة بالفاكهة.
ويعتبر نظام الأسد من أكبر منتجي ومصدري حبوب الكبتاغون "المغشوشة"، وهي حبوب مخدرة يشيع استخدامها بين الشباب الأثرياء في الشرق الأوسط، لا سيما في منطقة الخليج.
وبعد تدخّل الميليشيات الإيرانية لمساندة نظام الأسد، وفي مقدمتها "حزب الله" اللبناني، تحوّلت سوريا من تصنيف دولة عبور "ترانزيت" إلى دولة منتجة ومصدّرة للمخدرات، بحسب تصنيف "مكتب منع الجريمة والمخدرات" التابع لمنظمة الأمم المتحدة.
وأكد تقرير لمجلة "فورين بوليسي" أن مراكز التصنيع الرئيسية لحبوب الكبتاغون المخدرة تقع في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في سوريا، مع دور داعم لـ "حزب الله" في تزويد المنتجين بالخبرة الفنية والغطاء والحماية في أثناء العبور من سوريا إلى لبنان.