أقامت القوات الروسية قدّاساً بمناسبة عيد الميلاد في الكنيسة الميدانية في قاعدة حميميم الجوية، في مدينة جبلة بريف اللاذقية.
وقال معاون قائد القوات الروسية في القاعدة للشؤون الدينية، الأرشبريست مايكل، إن جميع الجنود الذين ليس لديهم خدمة في ذلك الوقت حضروا القّداس"، مشيراً إلى أنه "أقيم موكب وخدمة مقدسة للجنود الروس بمناسبة عيد الميلاد".
وقال الأرشبريست مايكل إنه "على الرغم من حقيقة أن الغالبية العظمى من سوريا مسلمون، إلا أن هذه الأرض لها معنى خاص بالنسبة للمسيحيين"، وفق ما نقل موقع "tvzvezda" الروسي.
وأشار إلى أن "هذا المكان ليس بعيداً عن بيت لحم والقدس والأماكن المقدسة، والقدّيس بولس سار في هذه الأماكن"، موضحاً أنه "من الطبيعي أن يترك هذا بصمة وفرحة لدى الجنود الروس".
وقال الجنود في القاعدة إن المشاركة في شعائر القداس مهمة بشكل خاص بالنسبة لهم، لأنها تجعلهم كأنهم يشاركونها مع عائلاتهم في روسيا.
وبحسب ما ذكر الموقع الروسي، فإن كنيسة قاعدة حميميم لم تتسع للجنود الذين أرادوا حضور الخدمة، لذلك استخدمت الساحة العامة للقاعدة لإقامة شعائر الاحتفال، التي انتهت بـ "موكب الصليب" سار فيه المئات من الجنود بشموع مضاءة عبر القاعدة.
ويشار إلى أن نائب قائد القوات الروسية في سوريا، أندريه بالي، أعلن أن الجنود الروس قد نظموا احتفالاً برأس السنة الميلادية للأطفال في بلدة جبلة، القريبة من قاعدة حميميم، دون أن يشير إلى الاحتفال الذي أقيم في الكنيسة الميدانية داخل القاعدة.
متى أنشئت الكنيسة الميدانية في قاعدة حميميم؟
أرسل الكرملين نهاية العام 2015 رئيس أبرشية القوات المسلحة الروسية، الكاهن إيليا أزارين، إلى سوريا للاحتفال مع الجنود الروس بعيد الميلاد لأول مرة في سوريا.
حينها لم ترق للكاهن أزارين فكرة إقامة شعائر التعميد في خيمة، لذلك سعى لدى القيادة الروسية لجلب مصلّى خشبي من مطار عسكري في مدينة ريازان الروسية، وفي زيارته التالية، بنى الكنيسة الخشبية وأوصل الكهرباء إليها، وعلّق الصلبان على جدرانها، لتصبح كنيسة رسمية في قاعدة حميميم.
وتشير مواقع روسية أن الكاهن أزارين دائم التنقل والزيارة للقوات الروسية في القوقاز وسيبيريا والشيان، ويردد مقولة "لا يوجد ملحدون في الخنادق".
وفي سوريا، تنقل الكاهن أزارين أيضاً بين كسب واللاذقية وطرطوس، وسافر داخل مدرعاتٍ للجيش الروسي إلى تدمر التي ظهر وسط أطلالها ببدلته العسكرية.
في مقابل ذلك، ليس هناك أثر ديني لعشرات الجنود الروس المسلمين الذين جلبهم بوتين إلى سوريا، للقيام بمهام "الشرطة العسكرية". فخلال الأعوام السابقة، جرت أكثر من عملية تبديل لقوات الشرطة الروسية (السنية)، وغالبا تغادر كتيبة شيشانية وتحل محلها أخرى، إما شيشانية كسابقتها أو من إنغوشيتيا المجاورة، التي يشكل مجتمعها نسخة مطابقة عن المجتمع الشيشاني لجهة الانتماء الديني، والعادات والتقاليد. وفي بعض الحالات كانت وزارة الدفاع الروسية ترسل "كتائب مختلطة" من الجنود الروس والشيشانيين والتتار (مسلمون سنة أيضاً) وغيرهم.
وعن ذلك، يقول المؤرخ في جامعة تكساس، روجر ريز، وهو مؤلف لعدة كتب عن القوات الروسية القيصرية والسوفييتية، لصحيفة "ناشونال إنترست"، إنه "في روسيا بوتين، تسعى الكنيسة الأرثوذكسية في كل فرصة لتمثيل نفسها كدين وطني مرتبط بالدولة كما كانت في عهد القيصر، وبالتالي فإن هذا الأمر يمثل استمراريةً خرقتها مؤقتًا السنوات السوفييتية".
اقرأ أيضاً: زيارة إلى حميميم.. تمييز ديني ومضافة بأموال صهر الأسد