رحّلت السلطات الجزائرية أكثر من 62 طالب لجوء سوري إلى الحدود الصحراوية المحايدة مع النيجر، حيث بقوا عالقين هناك من دون التمكن من العودة إلى سوريا أو أي بلد آخر بسبب فقدانهم المال، إضافة إلى عدم استجابة سفارة النظام السوري في الجزائر لمناشداتهم.
مسعود قادر، شاب سوري بين أولئك المرحّلين إلى حدود النيجر بعد توقيفهم في الجزائر خلال محاولتهم الوصول إلى أوروبا، قال لقناة "رووداو": "نحن حالياً موجودون على حدود النيجر، بيننا فلسطينيون ويمنيون"، مشيراً إلى أن عددهم كسوريين يبلغ 62 شخصاً، 50 منهم من مدينة عين العرب (كوباني) شمال شرقي حلب وبينهم نساء وأطفال.
وأضاف أن السلطات الجزائرية ضغطت عليهم، ونقلتهم عقب اعتقالهم في مدينة مستغنام إلى وهران، ومن هناك جرى ترحيلهم إلى صحراء النيجر، وهي منطقة محايدة بين الطرفين، وبقوا عدة أيام في الطريق داخل السيارات.
1200 يورو للسماح لهم بالعودة إلى الجزائر
وذكر قادر أنهم طالبوا السلطات الجزائرية بتصنيفهم كلاجئين، إلا أنها لم تقبل بذلك، وبهذا الصدد، ناشد السوريون العالقون سفارة النظام السوري في الجزائر لمعالجة أوضاعهم، لكنها رفضت التدخل على الإطلاق.
وأشار إلى أنهم ذهبوا إلى المحكمة من أجل دفع الغرامة المترتبة عليهم، كي يسمحوا لهم بالتحرك، حيث تقدر الغرامة بـ250 يورو، لكنهم رفضوا ذلك أيضاً، مبيناً أن القوات الجزائرية ستقوم بإعادتهم مجدداً إلى تلك المنطقة المحايدة إذا ما عاد أحدهم إلى الجزائر وقبض عليه.
وأكد أن هنالك عدة أشخاص من طالبي اللجوء المحتجين، دفعوا مبلغ 1200 يورو للقوات الجزائرية في وهران للسماح لهم بالبقاء في المدينة، كما أن المهربين يطالبون بالمبلغ ذاته لقاء قيامهم بتهريبهم مجدداً من النيجر إلى الجزائر.
كيف يتدبرون أمور الطعام والشراب وسط الصحراء؟
وأوضح قادر أنهم عادوا إلى الحدود الجزائرية بحدود 3 كيلومترات سيراً على الأقدام، لأن البقاء في تلك الصحراء لمدة يومين من دون ماء يؤدي إلى الهلاك حتماً، بسبب العطش والطقس المتقلب، إذ إن الجو يكون حاراً في النهار وشديد البرودة في الليل، لافتاً إلى أنهم يقيمون حالياً في قرية حدودية.
وأشارت إلى أنهم يتواصلون حالياً مع المهربين من أجل إرسال أموالهم المودعة لديهم، لكنهم لا يستجيبون لهم، وهم مهربون سوريون من مدينة عين العرب، أخذوا مبلغ 1200 يورو لقاء إدخالهم إلى الجزائر فقط.
وأوضح جانباً من عملية الاتفاق بينهم وبين المهربين، قائلاً: "اللاجئون وضعوا مبالغهم لدى كفيل (شخص ثالث)، بشرط إيصالهم إلى أوروبا، حيث أودع كل شخص مبلغ 8 آلاف يورو لقاء الوصول إلى إسبانيا".
تهديدات بالقتل تلاحق السوريين المحاصرين
وكشف قادر أن مهربيهم يهددونهم بالقتل إذا أفصحوا عن أسمائهم أمام الرأي العام، في وقت يرغب فيه أولئك اللاجئون باسترجاع أموالهم من أجل القدرة على العودة بشكل رسمي من الجزائر إلى سوريا، إذ إنهم وصلوا مرحلة الإفلاس حالياً.
في السياق ذاته، لا يزال 55 شخصاً من المهاجرين معتقلين في وهران الجزائرية، ومن المقرر أن يتم ترحيلهم إلى صحراء النيجر الحدودية في غضون أيام، بحسب قادر.