icon
التغطية الحية

الثقافة والعاطفة تربطان السوريات بالذهب.. لماذا يفضلن التصاميم السورية عن غيرها؟

2024.05.07 | 06:22 دمشق

صائغ ذهب
أبرز الفروق بين الذهب السوري والتركي هو فرق العيارات ـ خاص
إسطنبول ـ دانا المكي
+A
حجم الخط
-A

يعتبر الذهب من المعادن الثمينة التي تحظى بشعبية كبيرة في العديد من الثقافات والمجتمعات، وتطغى شهرته على غيره من المعادن الثمنية في عالم الحلي والزينة الشخصية خاصة لدى النساء، كما أنه الأنسب في وقت الرخاء، إلا أنه يستخدم أيضا كملجأ للحفاظ على المدخرات في وقت الأزمات الاقتصادية.

خلال السنوات الأخيرة دخل العديد من الصاغة العرب والسوريين سوق الذهب في تركيا، ومع أن الأتراك والتركيات يهتمون بشراء الذهب ويعتبرونه زينة وومخزونا لمدخراتهم فإن إقبالهم على شراء الذهب السوري بعياراته المختلفة قليل جدا.

لكن النساء السوريات يفضلن شراء الحلي من محلات الصاغة السورية لعدة أسباب منها فرق العيار والتصاميم وأيضا سهولة بيعها خارج تركيا.

ما الذي يميز الذهب السوري والتركي؟

يوضح مدير محل السنكري للذهب حمادة شويحنة لموقع تلفزيون سوريا أن أبرز الفروق بين الذهب السوري والتركي هو فرق العيارات، حيث يتميز الذهب السوري بعيار21 قيراطا، وهو معيار شائع في الشرق الأوسط الذي يعرف بلمعانه ولونه الذهبي الدافئ، أما الذهب التركي يعرف بعدة عيارات، أبرزها العيار 22 قيراطا والذي يُعتبر الأكثر شيوعا في المحلات التركية .

يمتاز الذهب السوري كما يوضح شويحنة بتصاميمه التقليدية والزخارف الشرقية الأنيقة والتي قد تتضمن نقوشاً هندسية دقيقة وزخارف مميزة تعكس التراث الثقافي السوري، أما الذهب التركي فله تصاميمه الخاصة التي يغلب عليها الطابع الأوروبي حاليا بحليه الناعمة إلى  جانب الشكل التقليدي التركي الذي يمتاز بخشونة القطعة وتزيينها بالأحجار الكريمة بشكل مبتكر.

وتظهر الزخارف السورية تأثيرات شرقية وعربية تقليدية مميزة كما تبرز الزخارف التركية التأثيرات العثمانية والتركية الكلاسيكية في تصاميمها، وفي في بعض الأحيان، يمكن أن تتضمن تصاميم الذهب التركي لمسات حديثة وتصاميم معاصرة تجمع بين التقاليد والحداثة بينما يحتفظ الذهب السوري باللمسات التقليدية القديمة التي تميز تصاميمه.

لماذا تفضل السوريات الذهب السوري عن التركي؟

تفضل العديد من النساء السوريات شراء الذهب السوري بسبب العلاقة الثقافية والعاطفية التي يمتلكها الذهب مع تاريخهم وثقافتهم، حيث يُعتبر الذهب جزءا من الموروث الثقافي للمرأة العربية يرافقها من صغرها وفي كل المناسبات التي تمر بحياتها بداية بالهدايا وانتهاءا بالزواج، قيمته في نفوس النساء السوريات لم تزعزعها ظروف الهجرة واللجوء من البلد الأم إذ مايزلن يفضلنه عن باقي أقرانه وخاصة عيار 21 منه.

وبالحديث مع عدة سيدات لمعرفة رأيهن بهذا الخصوص أشارت السيدة مروة (طلبت عدم ذكر اسمها كاملا) لتلفزيون سوريا أنها تفضل الذهب السوري لضمانة سعره وجودته خاصة عندما عرضت إحدى الحلي الخاصة بها على صائغ في دولة خليجية، أوضح لها بداية الأمر أنه قد لا يستطيع شراء القطعة إذا كانت تركية لأنها غير مرغوبة في بلادهم، ولأن الصاغة الأتراك لديهم معايير خاصة لا تتناسب مع السوق الخليجية.

أما السيدة ريان حلي التي تقيم في إسطنبول، تقول إنها: "تفضل الذهب السوري على التركي بسبب تنوع التصاميم وأيضا اللغة العربية المشتركة التي تمكن السيدة من شرح ما تريده بسهولة وأيضا الثقافة المشتركة التي تجمع السوريين مع بعضهم، إضافة إلى أنه يحتفظ بقيمته أينما ارتحلنا لاسيما وأننا في بلاد لجوء".

ومن جهة أخرى توضح السيدة التركية زينب (طلبت عدم ذكر اسمها كاملا) أن ليس لديها مشكلة بشراء الذهب السوري ولكن اعتيادها على اقتناء الذهب التركي يجعلها تفضله وتضيف أن الصائغ مثل الحلاق لا تستطيع تبديله بسهولة.

الفرق بين سعر الذهب السوري والتركي

تشهد الأسواق التركية والعالمية ارتفاعا ملحوظا في سعر الذهب حيث وصل سعر غرام عيار 18 قيراط إلى 1823 ليرة تركية أي 56 دولارا أميركيا ، أما غرام عيار 21 قيراط بلغ أكثر من 56 دولار و بالنسبة لعيار 22 فوصل سعر الغرام الواحد إلى 68 دولار ونصف وتتزايد الأسعار مع زيادة العيار

وفي هذا الخصوص أشار ماجد نجار مدير شركة الجوهرة لموقع تلفزيون سوريا أن ارتفاع سعر الذهب في تركيا ساهم في قلة نسبة البيع وحتى الشراء في الأسواق، حيث يتردد الكثير من الأشخاص في الشراء في مثل هذه الأوقات منتظرين انخفاض الأسعار وأما عن الشراء فيعرض الكثير من محلات المجوهرات في شراء الذهب للسبب ذاته.

ويضيف "يمكن أن تختلف أسعار الذهب السوري باختلاف التصاميم و الوزن وعيار الذهب ومع ذلك، فإنه عموما يكون أكثر كلفة من الذهب التركي نظرا للتقنيات التقليدية المستخدمة في تصنيعه وزخرفته الفريدة".

ويتوفر الذهب التركي بأسعار متفاوتة أيضا ويعتمد على عيار الذهب والتصميم والوزن ولكنه يكون عموما أقل تكلفة من الذهب السوري نظرا لاستخدام تقنيات تصنيع أكثر حداثة وأقل تعقيدا.

أين يصنع الذهب السوري في تركيا

يصنع معظم الذهب السوري ضمن مجمع الذهب في إسطنبول القائم في منطقة يني بوسنة ويحتوي هذا السوق الكبير على ورشات تركية وورشات سورية حيث لا يوجد ورشة سورية متكاملة، ولكن يتم الاعتماد على ورشات تركية متخصصة بكل مرحلة.

ويشرح أحد الصاغة عملية التصنيع التي يمر بها الذهب قبل أن يعرض بشكله النهائي على واجهات المحلات "هناك ورشات مختصة بتصميم أحدث موديلات الذهب العالمية وورشات مختصة بسكب الذهب وتحويل التصاميم إلى قوالب من الشمع لاختبارها ومن ثم سكبها ذهباً، وأخرى تقوم بفحص عيار الذهب والتأكد من صحة العيار".

وأيضا هناك ورشات تقوم بإذابة الذهب المستعمل أو الخام وسحبه لإعادة التصنيع وغيرها مختصة بتلميع الذهب وتنظيفه وتلبيسه والتحكم بلون الذهب المطلوب وأخرى متخصصة بنقش الذهب وإعطائه نقشات مميزة وبالتالي يكون دور الورشات السورية تجميع أجزاء الذهب والقيام بعدة مراحل حسب الموديلات المطلوبة في السوق، وقليلا ما تكون هذه الورشات متكاملة بمقدورها تصنيع كافة مراحل الذهب وحدها، وفق الصائغ.

كما يوجد مصانع متخصصة بكل مجال تحتوي على أحدث الأجهزة المستوردة وذاتية الصنع لمواكبة تطور وجودة صناعة الذهب ويتميز الذهب السوري المصنع في تركيا بأنه ذو جودة عالية ودقة في العيار حيث يتم وفق أحدث الآليات و بأسعار منافسة عالمياً، ويتم تصدير الكثير من الذهب السوري المصنع في تركيا إلى الخليج وأوروبا والعالم بشكل عام.