نشرت وسائل إعلام تركية تسجيلاً مصوراً يتضمّن اعترافات لشاب مع فتاة، تم إرسالهما من قبل "قوات سوريا الديمقراطية/ قسد" إلى مدينة عفرين، لتنفيذ تفجير وسط المدينة في وقت سابق، بحسب ما أظهر مقطّع الفيديو.
وقالت المصادر إن قوات الأمن في عفرين تمكنت من القبض على (ن. م) البالغ من العمر 27 عامًا، وابنة عمه (ر. م) البالغة من العمر 17 عامًا، وتعيش في مدينة منبج الواقعة تحت سيطرة "قسد".
وأضافت أن الموقوفين "تم إرسالهما لتفجير قنبلة في الأسابيع الأخيرة. وأوضح الاثنان في اعترافات مسجّلة، الأساليب التي يستخدمها (التنظيم الإرهابي) – قسد- في تنفيذ الأعمال الدموية".
وقال (ن. م) إن شخصاً في منبج يدعى "حاجي" عرض دفع 1500 دولار أميركي مقابل إرسال طرد مع ابنة عمه وتسليمه لشخص في عفرين. وأشار ن. م إلى أنهما لم يقبلا العرض. إلا أن المدعو "حاجي" عرض تسجيل فيديو يُظهر عملية اغتصاب بحق ابنة عمه، وهدد بنشر الفيديو إذا لم يوافقا على العرض.
وأضاف ن. م أن أطفاله ما زالوا صغاراً وزوجته مريضة. واضطر لقبول العرض بعد تهديد "حاجي" الذي صرخ فيهم: "إما أن تذهب أو أنشر هذا الفيديو. عائلتك، اسمك، كل شيء سيتم تشويهه". واتفق الطرفان على أن يذهب ن. م وابنة عمه إلى عفرين ويرجعا في نفس اليوم.
وأردف: "لم نكن نعلم أننا سنموت"، مشيراً إلى أن حاجي "ألبسنا سترة ثقيلة، وأعطانا هاتفاً منفصلاً، وقال لنا سنتصل بكما على هذا الهاتف".
وراح "حاجي" يتواصل مع ن. م وابنة عمه عبر الهاتف الذي أعطاه لهما. "ابنة عمي كانت خائفة من الصدمة التي تعرضت لها" يقول ن. م، ثم يتابع: "أخرجونا من السيارة، وبقينا في وسط السوق. لم يكن أحد قادمًا كما كان يُفترض، ثم أخبرنا حاجي عبر الهاتف أن ندخل مسجدًا، وكان هدفنا أن نقدّم الطرد للشخص ونعود".
وعندما اتصل (م. ن) بـ "حاجي" من داخل المسجد، قال له الأخير: "لديك كابل أزرق في السترة، قم بقطعه. وأخبرنا أن نفتح السترة، إلا أن أن ابنة عمي حاولت فتحها ولم تستطع". وأثناء ذلك لاحظ أحد أفراد الأمن ما يجري، فاقترب منهما وسألهما عن هويتهما. وما إن شرحا لعنصر الأمن التفاصيل حتى تمت محاصرة المكان بقوات الأمن والعربات المدرعة.
(م. ن) زعم في اعترافاته أنه لم يكن يعلم بوجود متفجرات، وقال: "لو علمنا أنها قنبلة، فهل كنا سنحملها؟ إنهم لا يملكون ديناً ولا عقيدة..".
من جهتها، قالت (ر. م) إنها تعرضت للاغتصاب تحت تهديد السلاح من قبل "حاجي" وشخص آخر يدعى "طارق" وهو الذي عرفها على الأول، بالإضافة إلى رجال آخرين. ونفت أيضاً علمها بوجود القنبلة.
وتشهد مدينة عفرين بالإضافة لمناطق سيطرة الجيش الوطني سلسلة من التفجيرات، كان أكبرها انفجار سيارة ملغمة في سوق شعبي بمدينة عفرين والذي خلف 52 قتيلاً، ونحو 100 مصاب. وتعد "قسد" مِن أبرز المتهمين بها، خاصة بعد إلقاء القبض على أكثر مِن خلية تابعة لها، كانت تحاول تجهيز سيارات ودراجات نارية "ملغمة" لتفجيرها في المنطقة.