أعلنت وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري في وقت سابق من اليوم السبت، إلقاء القبض على "مدين الأحمد" قاتل الطفلة السورية جنى استانبولي في مدينة حمص. مشيرة إلى أن عملية القبض تمت في الـ 16 من شهر آب الجاري.
وذكرت الوزارة عبر منشور على حسابها في فيس بوك، أن الجاني "اعترف بإقدامه على استدراج الطفلة إلى منزله بتاريخ الـ8 من آب، لكونه من الجيران، والاعتداء عليها وقتلها ثم وضعها بأكياس قمامة ورميها ليلاً في حاوية للقمامة بذات الحي".
وكان قد عُثر على جثة الطفلة جوى في مكب للقمامة قرب مقبرة تل النصر بحمص وعليها آثار ضرب بأداة حادة في الرأس وملامح الوجه مشوهة بالكامل، وذلك بعد نحو أسبوع من اختطافها من أمام منزلها في حي المهاجرين في مدينة حمص.
تفاصيل القبض على قاتل جوى وارتكابه الجريمة
وتحدث رئيس فرع الأمن الجنائي بحمص اليوم السبت عن التفاصيل الكاملة لعملية إلقاء القبض على الجاني، وفق ما نقل موقع "أثر برس" المحلي، حيث قال إنه "قبل ظهور جوى مقتولة، لم يكن هناك ما يثير الشبهة في الحي لكن بعد ظهور الجثة وتشريحها، وبالتنسيق مع الطبابة الشرعية، تبين أن الطفلة تعرضت لاعتداء جنسي".
وأوضح العميد سامر خطاب أنه "بعد اختفاء جوى من أمام منزلها، تم إجراء دراسات وتحقيق مكثف عن أهالي الحي بالكامل، فتأكدنا من أن الطفلة لم تخرج من الحي".
وأضاف: "الأب والأم لم يعطيانا أي تفسير لاختفاء الطفلة ولم يدّعيا على أحد. درسنا كل اتصالات الهواتف الموجودة في الحي منذ اليوم الأول لاختفاء الطفلة".
وبعد العثور على جثة الطفلة، يتابع خطاب: "لم تكن هناك شبهة بأحد فأجرينا دراسة معمقة عن كل المنازل الموجودة على الطريق الواصل بين منزل ذويها والمكان التي كانت تلعب به، وحققنا مع جميع الأهالي حتى وصلنا إلى منزل القاتل الذي كان أشبه بمكب قمامة والجدران مكسرة".
وأضاف: "كان المشتبه به داخل المنزل وذكر لنا بأنه يعيش بمفرده ومنفصل عن عائلته وزوجته منذ أكثر من عام".
كان المشتبه به متعاوناً خلال التحقيق معه، يقول خطاب، وأردف: "كان واعياً واعترف بأنه كان يتردد إلى الحديقة. ولدى سؤالنا عنه تبين أنه كان يتردد بشكل متقطع إلى الحديقة، ويتعامل فقط مع الأطفال، يلعب ويتكلم معهم".
وأوضح أن الأشخاص الذين كانوا يحضرون باستمرار إلى الحديقة ويلحظون وجوده، يكبرونه بالعمر بأكثر من 10 سنوات. ولدى سؤالهم عنه، قالوا إنهم لا يعرفون عنه أي شيء بسبب تردده غير الدائم، وبالتالي لم يكونوا على علم بأنه كان موجوداً في أثناء اختفاء الطفلة جوى أم لا.
العثور على آثار ارتكاب الجريمة
وقال رئيس الأمن الجنائي: "تم تضييق الدائرة، وتسليط الضوء باتجاه هذا الشخص والاشتباه به بشكل أكثر. وفي اليوم التالي انتقلنا مع الطبيب الشرعي إلى منزله وقمنا بتفتيشه بأدق التفاصيل، وتفاجأنا بوجود آثار جرمية تشير إلى وجود اعتداء جنسي حديث للأسف الشديد".
وأكد خطاب أن الجاني موقوف حالياً داخل فرع الأمن الجنائي لإتمام التحقيق معه. وأشار إلى أنه من خلال الأدلة وإجراء دراسة للمقيمين معه في المنزل وسماع إفادة زوجته عن سبب تركها المنزل مع أطفالها منذ أكثر من سنة، تبين أنه كان دائماً يُقدم على ضربهم بشكل مبرح.
وكشف أن الجاني كان قد أوقف في السابق عدة مرات "منها بسبب ضربه أطفاله بشكل مبرح، ومرة لممارسة الجنس بخلاف الطبيعة، ومن هنا زادت الشكوك حول هذا الشخص، كما أن شقيق القاتل، ذكر لنا أنهم لا يعلمون شيئاً عنه لأنه يعيش وحده، ولا أحد يعلم عنه أي شيء، حيث يدخل إلى منزله 10 ساعات ولا يخرج منه".
تحقيقات سرية بسبب الضخ الإعلامي
وتابع أن الفرع قبض على عدة أشخاص من المطلوبين بعدة جرائم من أهالي الحي "مع التعتيم على عملية القبض على القاتل المذكور. وبسبب حالة الضخ الإعلامي غير المسبوق تجاه القضية، كنا حريصين على أن تكون التحقيقات سرية".
وذكر أن الطفلة "عثر على جثتها يوم الأحد، ويوم الثلاثاء كان الجاني موجوداً في الفرع بعد الاشتباه به، لم نعلم أحد على الإطلاق حتى نتمكن من الوقوف على الحقيقة بالكامل كي لا يتمكن من التهرب من هذا الجرم".
تفاصيل ارتكاب الجريمة بحق الطفلة جوى
وعن تفاصيل الجريمة، قال خطاب إن الجاني "في أثناء وقوفه على الشرفة شاهد الأطفال ووضع في باله أن يخطف أحدهم، لكنه كان يبحث عن طريقة لإدخاله إلى المنزل. وبعد دقائق نزل ووقف عند الباب الخارجي للمنزل فوجد جوى تقف أمامه".
وأضاف: "وضع الجاني يده على فمها وأدخلها إلى المنزل بلمح البصر، ثم أخذها إلى غرفته واعتدى عليها ثم ضربها وخنقها وحاول مسح الآثار من المكان، إلا أنه لم يستطع مسح جميع الآثار. ثم أخرج الجثة من المنزل نحو الساعة الـ2 فجراً بعد أن وضعها بأكياس وتوجه إلى الحاوية ورماها في الليلة نفسها".
فقدت أمام أنظار والدتها لتعود بعد أيام جثة مشوهة
— تلفزيون سوريا (@syr_television) August 15, 2022
إليك قصة الطفلة جوى التي هزت المجتمع السوري#تلفزيون_سوريا pic.twitter.com/yZOl06z3Xe