تسعى جميع النساء وبنسب متباينة إلى تجميل أنفسهنّ وإجراء عشرات عمليات التجميل، وبعيدا عن التطرف في إجراء هذه العمليات، تذهب النساء إلى صالونات التجميل مرة واحدة شهرياً على الأقل، لتهذيب الشعر أو "تطريفه" وصبغه ورسم الحواجب وإزالة الشعر الزائد.
الغلاء يمنع السوريات من ممارسات تجميلية بسيطة
في أوروبا وتحديداً في فرنسا، أصبحت آلاف النساء السوريات يجدن الذهاب إلى صالونات الحلاقة رفاهية، يجب الاستغناء عنها مقابل مصاريف أخرى تخص تفاصيل الحياة في فرنسا، أو مساعدة العائلة والأصدقاء داخل البلاد.
تقول لبنى والتي تعيش في فرنسا منذ عام لـ "موقع تلفزيون سوريا" "لا أفكر بالذهاب إلى الصالون أبداً، الأسعار هنا غير منطقية، بدأت أتقبّل الشيب في رأسي، ولا بأس في الشعر الطويل، وبالنسبة للتفاصيل الأخرى أتعلّم أن أفعلها بنفسي". وحول سبب مقاطعتها لصالونات الحلاقة تضيف لبنى "صراحة أهلي أولى بهذه المصاريف، بدل أن أدفع 50 يورو لأقص شعري مع "سيشوار" بسيط، هذا المبلغ يساعد أهلي في سوريا".
ليست لبنى فقط من استغنت ووجدت الأسعار غير منطقية، كذلك سوزان والتي تعيش في باريس منذ 7 سنوات تقول لـ"موقع تلفزيون سوريا": "من غير المنطقي أن تكلفني زيارة صالون الحلاقة 100 يورو في الصالونات العربية، وعند الصالونات الفرنسية لا يفهمون ذوقنا، وكذلك معظمهم يشتكون من "كثافة" شعرنا، فهم غير معتادين على نوعية وكثافة الشعر العربي".
وحول الحلول التي وجدتها بعض السوريات في فرنسا لتجاوز "أزمة" مقاطعة صالونات التجميل تضيف سوزان" لقد تعلّم زوجي أن "يطرّف" شعري، وبعض الصديقات تذهبن للحلاق الرجّالي لكونه أرخص، وبالنسبة للصبغة، أصبغ أنا ويساعدني زوجي، والأمر نفسه بالنسبة لتهذيب الحواجب وباقي الأمور التي تحتاجها المرأة عادة".
فرق كبير في الأسعار بين تركيا وأوروبا
كثير من السوريات مررن بتركيا قبل اللجوء إلى فرنسا، ويعبّرن بشكل واضح عن فرق الأسعار لهذه الخدمة بين تركيا وأوروبا وحتى بلدان الجوار كالأردن ولبنان، حيث استطعن هناك أن يجدن متنفساً لزيارة صالونات التجميل بفترات متقاربة الأمر الذي يعتبر مستحيلاً في أوروبا والذي تؤكده نور المقيمة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، حيث تقول لـ "موقع تلفزيون سوريا" "لم تعد زيارة صالونات الحلاقة والتجميل متاحة للسوريات في فرنسا كما اعتدن عليه في بلدهنّـ بسبب غلاء الأسعار مقارنة مع متوسط الرواتب، ويمكن اعتبار أنها تندرج ضمن الرفاهيات".
وتوضح نور أنّها وبشكل خاص تفاجأت بهذا الواقع، لكونها تحب الاهتمام بمظهرها، وتتابع "لاحظتُ أن تفضيلاتنا في ألوان المكياج والصبغة وتسريحة الشعر تختلف عن الفرنسيات لذا قررتُ تخفيف مرات الذهاب إلى صالون الحلاقة وحصره بالحاجة القصوى، وذلك بعدما كنت أجرب كل تريندات القصات والألوان والمكياج وموضات تزيين الأظافر وطليها حينما كنت أقيم في تركيا وسوريا".
التجميل "بالأسود" أحد الحلول
تلجأ بعض السوريات للتعامل مع سيدات عربيات وسوريات يعلمن "بالأسود" أي دون شهادة من الحكومة الفرنسية أو صالون مرخّص، حيث تكون الأسعار أقل لدى هذه السيدات، وتغامر السوريات بالتجريب في هذه الأماكن مقابل الخدمة الرخيصة، وعن هذه الأماكن تقول واعدة المقيمة في مدينة ميلوز الفرنسية لـ "موقع تلفزيون سوريا" "لم تعد هذه الأمور أولوية بالنسبة إليّ، الأسعار مرتفعة جداً، وأترك شعري يطول كما يريد، وبالنسبة لي أنا لا أصبغ شعري وأعرف أن أقصّه وحدي، وألجأ لحلّاقة عربية كل فترة للتغيير ولا أرضى بالنتيجة طبعاً ولكن "أحسن من بلا" وسط الظروف الحالية".
الأمر الذي تحذّر منه أسيل صاحبة أحد صالونات الحلاقة في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، حيث قالت: "السوريات يأتين أقل من غيرهنّ إلى الصالون، لكن لا أحبذ أن يذهب أحد للصالونات داخل البيوت، لأن أي أذى للشعر أو البشرة لا يمكن تعويضه، كون هذه الأماكن لا تكون مراقبة، وغالباً مصففات الشعر يتعلّمن في رؤوس الناس".
وحول الأسعار المرتفعة، والتي قد تتجاوز 100 يورو للزيارة الواحدة لصالون التجميل، تقول أسيل: "دفع تكاليف افتتاح صالون حلاقة ودفع الضرائب، لا يمكّن صاحبات الصالونات من تخفيض الأسعار، وهناك كثيرات ممكن أن يوفرن المال خاصة للحصول على لون شعر جديد، أو تسريحة كل فترة، وبالنسبة للحواجب وغيرها غالباً النساء العربيات في أوروبا يتعلّمن هذه الأمور في البيت أو بين الصديقات".
وتعتبر مهنة تصفيف الشعر من المهن المطلوبة في فرنسا والتي يتراوح واردها الشهري بين 1700 إلى 2000 يورو شهرياً، وتتيح فرنسا فرصاً مدفوعةً للتدريب والحصول على شهادت تؤهل حاملها ممارسة المهنة بطريقة قانونية ومرخصة في البلاد.