icon
التغطية الحية

التايمز: المصالحة بين أردوغان والأسد عملية طويلة وصعبة

2023.01.06 | 10:40 دمشق

لقاء موسكو
وزير الدفاع التركي ورئيس الاستخبارات في موسكو لـ لقاء وفد من النظام السوري ـ الأناضول
إسطنبول - متابعات
+A
حجم الخط
-A

بعد اللقاء الذي جمع وزيري الدفاع التركي والنظام السوري في موسكو الأسبوع الماضي، والذي يعد الأول على المستوى الوزاري منذ 2011، بالإضافة إلى توقعات اجتماع وزيري الخارجية هذا الشهر وتلميحات الرئيس أردوغان حول استعداده للقاء رئيس النظام؛ بدأت تظهر مؤشرات تفيد بأن تركيا، آخر حليف قوي للمعارضة السورية، تعمل على تغيير مسارها وتتجه نحو المصالحة مع النظام السوري.

وتحدثت صحيفة التايمز البريطانية، تحت عنوان "ضربة للمعارضة السورية بعد أن مد أردوغان يد الصداقة للأسد"، عن مخاوف المعارضة السورية، والسوريين المقيمين في تركيا بصورة عامة، في ظل تلك المؤشرات.

وقال الناشط رامي الجراح للصحيفة: "هذا التحول ليس مفاجأة، لكنه لا يزال صفعة كبيرة في وجه أولئك الذين يتطلعون إلى سوريا الحرة".

ويرى الجراح أن الشتات السوري في تركيا قد ارتكب أخطاء أيضاً. وقال: "تعامل السياسيون والناشطون والصحفيون السوريون مع تركيا كدولة الحزب الواحد واستبعدوا إقامة علاقات مع أحزاب المعارضة التركية. أدى ذلك إلى استياء تجاه السوريين من الأتراك الذين يعارضون أردوغان، وترك مصيرهم في نهاية المطاف في يد سياسي براغماتي واحد".

وبالرغم من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يدفع باتجاه المصالحة، فإن لدى أردوغان دوافعه الداخلية الخاصة، بحسب الصحيفة. وتضيف أن هناك غضباً متزايداً في تركيا بشأن استضافة 3.6 مليون لاجئ سوري، وتُظهر استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الأتراك يريدون رحيلهم، وهو الأمر الذي طالبت به أحزاب المعارضة التركية، الأكثر تعاطفاً مع الأسد، منذ فترة طويلة.

كان أردوغان يرحب في البداية بالسوريين ولاجئي دول الربيع العربي الآخرين، وهم بدورهم أيدوه إلى حد كبير. ويعتقد الأتراك، بحسب الصحيفة، أنه إذا بقي السوريون وحصلوا على الجنسية التركية، كما حصل بالفعل مع مئات الآلاف، فسيصبحون كتلة انتخابية مهمة ستزيد الأصوات في المستقبل لمصلحة أردوغان.

ومع تصاعد مشاكل تركيا الاقتصادية وانقلاب المد السياسي في المنطقة ضده، سعى أردوغان إلى إعادة بناء الجسور مع جيرانه وتقديم نفسه على أنه القائد الذي سيعيد السوريين إلى بلادهم. وذكّر التقرير بلقاء أردوغان في الأشهر الأخيرة بقادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومبادراته تجاه مصر.

وحتى في حال أعاد أردوغان العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، بعد سنوات من الخلافات حول علاقات تركيا مع حماس ومعاملة إسرائيل للفلسطينيين؛ فستبقى سوريا، بحسب الصحيفة، بمثابة الجائزة الحقيقية.

"سوريا مصدر المشكلة ومصدر الحل"

ونقلت الصحيفة عن آخر سفير لتركيا في سوريا (2012) "عمر أونهون" قوله: "المصالحة مع مصر تجعل الدبلوماسيين سعداء، لكن بالنسبة للناس العاديين، فهي ليست مهمة. سوريا فريدة من نوعها لأن مشاكلها تؤثر على الناس في الشارع في تركيا بشكل مباشر وخاصة قضية اللاجئين. قد يؤثر ذلك حتى على كيفية تصويت الناس".

إن عمق واتساع الهوة، المتمثل بدعم تركيا لفصائل المعارضة وتعاون الأسد مع قوات سوريا الديمقراطية/ قسد"، يعني أن المصالحة الكاملة ستكون عملية طويلة وصعبة. ومن غير المرجح بحسب الصحيفة أن يغادر اللاجئون تركيا بسرعة، حتى لو تم التوصل إلى اتفاق.

وأضاف أونهون: "ليس لتركيا تحديد متى وكيف ينبغي أن يعودوا. سوريا هي مصدر المشكلة وستكون أيضاً مصدر الحل. لكن النظام وعقليته لا تزال كما كانت في عام 2011".

ويستخدم السياسيون الأتراك من جميع الأطياف نفس القضية. إذ أسس أوميت أوزداغ مؤخراً "حزب النصر" على قضية طرد اللاجئين فقط. وسيحضر كمال كيليجدار أوغلو، زعيم حزب المعارضة الرئيسي والمنافس المحتمل لأردوغان على الرئاسة، "مراسم الإعادة إلى الوطن" في إسطنبول في نهاية هذا الأسبوع حيث يستقل السوريون حافلة للعودة إلى وطنهم، أمام كاميرات التلفزيون.