تعاني بلدات ريف دمشق من انتشار كثيف للكلاب الشاردة التي تتنقل على شكل قطعان، وسط ضعف إمكانية مكافحتها من قبل البلديات لأسباب مادية لعدم رصد ميزانيات كافية لذلك، إضافة إلى أسباب أخرى.
وبحسب بعض أهالي مدينة قطنا بريف دمشق، تحدثوا لموقع تلفزيون سوريا، فإن "الكلاب الشاردة تنتشر كمجموعات بمجرد حلول الظلام، ما يسبب أشبه بحظر تجوال في أحياء المدينة لعدم قدرة الناس على التنقل سوى بالسيارات خوفاً من ملاحقتهم من قبل الكلاب الشاردة التي عضّت بعض الأطفال مؤخراً".
وأكد الأهالي أن البلدية تهمل مكافحة ظاهرة انتشار الكلاب الشاردة على الطرقات، رغم المناشدات الدورية، ورغم أن المشكلة تظهر سنوياً، وهي مشكلة قديمة لكنها متجددة بشكل متزايد.
وتنتشر الكلاب بشكل أكبر في غوطة دمشق، مثل كفر بطنا وعربين ودوما وحرستا، ومناطق أخرى من الريف مثل القدم وصحنايا، وحتى المناطق القريبة من دمشق مثل التل وجرمانا، بحسب الشكاوى.
وأكد أهالي في كفر بطنا بريف دمشق، لموقع تلفزيون سوريا، أنهم تقدموا بعشرات الشكاوى للبلدية لإيجاد حل لظاهرة الكلاب الشاردة والمسعورة، والتي هاجمت أكثر من شخص مؤخراً، وباتت مصدراً للذعر، إلا أن البلدية لم تتحرك حتى الآن.
وتقاطع الحال مع أهالي ببيلا، الذين طالبوا بضرورة تحرك "وزارة الإدارة المحلية" في حكومة نظام الأسد، وأي جهة معنية لتخليص السكان من خطر الكلاب المسعورة، التي باتت تنتشر في المدينة كقطعان، وفقاً لوصف الأهالي، الذي أكدوا أن مشكلة الكلاب لا تتوقف عند خطر عضها، بل بالإزعاج الكبير والذعر الشديد الذي يصيب الأطفال نتيجة نباحها.
وفي جرمانا التي تعتبر مكتظة بنسبة كبيرة من السكان في مساحة محدودة قد تعيق انتشار الكلاب الشاردة، إلا أنها تعاني حالياً من كثافة غير مسبوقة بالكلاب، يعزوها السكان إلى قرب بيت سحم وغيرها من المدن والقرى الريفية التي تعتبر شبه مهجورة اليوم، ما يدفع الكلاب للنزول إلى جرمانا للبحث عن الطعام.
وأكد بعض السكان، أن إهمال البلدية بترحيل القمامة يساهم في تراكمها طوال الليل وبالتالي تجذب الكلاب الشاردة وغيرها من القوارض والحشرات، مشيرين إلى أن المدينة تعاني مثل باقي بلدات الريف، من إهمال حملات البلدية لمكافحة الكلاب الشاردة والقوارض والحشرات، وباقي الخدمات الأخرى.
وتزداد مشكلة انتشار الكلاب الشاردة، بأنها تبلغ ذروتها في فترة الصباح الباكر بين الساعة 5 – 7 صباحاً، وهي فترة خروج الطلاب إلى الامتحانات، والموظفين إلى دوائرهم، وأصحاب الأعمال الحرة إلى ورشهم، إضافة إلى أن انتشارها ليلاً بين المنازل يتزامن مع غياب التيار الكهربائي ما يزيد من المخاطر.
مصدر في إحدى البلديات بريف دمشق، فضل عدم ذكر اسمه، أكد لموقع تلفزيون سوريا، أن "البلديات لا تملك موازنات كافية لرمي الطعوم، ولا للتعاقد مع صيادين أو بيطريين، إضافة إلى انخفاض عدد الموظفين في البلديات إلى حد لا يتيح إجراء حملات فعالة"، وأشار إلى أن "عملية مكافحة الكلاب الشاردة غالباً ما تهاجم من قبل جمعيات حقوق الحيوان، وتظهرنا بمظهر القتلة رغم شكاوى السكان أنفسهم".
وتابع "نتيجة الفقر المدقع، يبقى رمي الطعوم المسمومة خياراً خطراً على صحة السكان، حيث واجهنا مرات سابقة بعض الأشخاص يلتقطون الطعوم لطهيها، علماً أنها مسمومة وقد تودي بحياتهم، وحتى أسلوب الطعوم المسمومة يواجه انتقادات كبيرة من جمعيات حقوق الحيوانات كونها تقتل القطط وحتى الطيور التي تحاول نقرها".
ووسط مخاوف انتشار قطعان الكلاب الشاردة المسعورة بكل بلدات ريف دمشق تقريباً، وعجز البلديات عن المكافحة، يبقى لقاح الكلب مفقوداً في المستشفيات السورية الحكومية والخاصة، ما يهدد حياة أي شخص يتعرض للعض.