لم ير مراقبو الأمم المتحدة مثيلا لأطلال الحرب في حلب، وفق دراسة أجراها معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، أظهرت تضرر أكثر من ستة وثلاثين ألف منزل في المدينة، في حين اعترف النظام بدمار خمسين في المئة من بنى حلب التحتية وأبنيتها. لكن المشهد الأصعب كان خروج أهالي أحياء حلب الشرقية من منازلهم وكأنهم أسرى حرب أو غريبون عن المكان.
قبل أربع سنوات بدأ نظام الأسد وحلفاؤه عملية التهجير من حلب، حيث غادر نحو ستين ألفا من أهالي أحياء حلب الشرقية منازلهم ضمن عملية تهجير قسري هي الأكبر منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011، عقب حصار دام أكثر من أربعة شهور تزامن مع قصف جوي شبه يومي على الأحياء المحاصرة، شنته روسيا ونظام الأسد.
اقرأ أيضا: تعرّف على مجريات مفاوضات تهجير مدينة حلب وتفاصيلها
خرجت مساء الخميس في 22 من كانون الأول 2016 آخر قافلة من محاصري أحياء حلب الشرقية، لتعود تحت سيطرة النظام، بعد أكثر من أربع سنوات من سيطرة المعارضة عليها.
تجمع آلاف الحلبيين مدنيين ومقاتلين في الفصائل العسكرية على أطراف حي الراموسة، حاملين ذكرياتهم في المدينة المنكوبة، وتاركين خلفهم آلاف القتلى ممن قضوا جراء قصف النظام وروسيا وسط صمت دولي.
اقرأ أيضا: عامان على سقوط حلب وقيامة أستانا
مشهد الدمار بات مألوفا لدى الأهالي في الأحياء الشرقية، لكن تجاهل حكومة النظام عن تأمين أبسط سبل الحياة لهم مثل الماء والكهرباء والمواد الغذائية في ظل غلاء المعيشة، دفع بالنساء والأطفال للعمل لتأمين قوت يومهم.
لم يف نظام الأسد بما وعد به أهالي أحياء حلب الشرقية، فما زالت حكومة النظام تهدم المباني بحجة تصدعها والخوف من انهيارها، حيث هدمت قوات النظام أكثر من 750 مبنى منذ بداية سيطرتها على هذه الأحياء، وما تزال عمليات الهدم مستمرة وتهجير قاطنيها قسريا أيضا، بحسب مصادر خاصة.
اقرأ أيضا: العقيد "أبو فرات".. الذكرى الثامنة لرحيله في حلب