قرر النواب الدنماركيون فتح تحقيق في قضية أحمد سمسم، الذي قال إنه كان يعمل سراً لصالح أجهزة التجسس الدنماركية الدنماركية في سوريا، في حين أوقفته السلطات الإسبانية لاحقاً بتهمة الارتباط بـ "تنظيم الدولة".
ويفيد سمسم بأنه عمل في سوريا لصالح جهازي الأمن والمخابرات (PET) والاستخبارات العسكرية (FE) الدنماركيين عامي 2013 و2014، إذ تجسس على "جهاديين أجانب"، وفق ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكّدت عدة تحقيقات أجرتها وسائل إعلام دنماركية صحة أقواله وخلصت إلى أن الدنماركي من أصل سوري والبالغ 34 عاماً لم ينضم قط لتنظيم الدولة، بينما رفضت الحكومة مراراً الدعوات لفتح تحقيق في قضيته.
ويقول سمسم إن الاستخبارات الدنماركية تخلّت عنه بعدما تم توقيفه في أثناء رحلة قام بها إلى إسبانيا في العام 2017، حيث اتُّهم بتأييد "تنظيم الدولة"، وأدين بالفعل وينفّذ منذ العام 2020 في الدنمارك حكم السجن الصادر بحقه، لكنه رفع دعوى قضائية ضد جهازي الاستخبارات لإجبارهما على الإقرار بدوره فيهما.
قضية محرجة
وتعد القضية محرجة لأجهزة الاستخبارات الدنماركية، وسبق أن رفضت الحكومة الجديدة، التي تضم شخصيات يمينية ويسارية وتتولى السلطة منذ كانون الأول الماضي، الدعوات لفتح تحقيق، في حين يستوجب فتح تحقيق موافقة 60 نائباً عليه، وتسيطر أحزاب المعارضة التسعة في الدنمارك على ما مجموعه 85 مقعداً.
ومن المقرر أن تعقد جلسة الاستماع بشأن القضية في آب المقبل، وذلك بعد ان دعمت أحزاب في البرلمان الدنماركي دعم تحقيق تجريه لجنة التحقيقات التابعة للهيئة التشريعية في البرلمان.
وأكد رئيس اللجنة، أولي بيرك أوليسين، أن "الأغلبية في البرلمان وجميع الأحزاب غير المنضوية في الحكومة المضي قدماً بالتحقيق في قضية سمسم".
من هو أحمد سمسم؟
وسافر أحمد سمسم، ذو الأصل السوري والمتهم بعدة جرائم إلى سوريا في العام 2012 برغبته من أجل مواجهة النظام، بينما فتحت السلطات الدنماركية تحقيقاً بشأنه بعد عودته، إلا أنها لم توجّه له أي اتهامات.
أُرسل بعد ذلك إلى سوريا في عدة مناسبات مع أموال ومعدات قدمتها له الاستخبارات الدنماركية، بحسب ما ذكرت وسيلتان إعلاميتان دنماركيتان هما "دي آر" و"برلنسكي" بناء على تصريحات شهود عيان لم تكشف هوياتهم، وحوالات مالية مرسلة إلى سمسم.
وفي كانون الأول الماضي، أكد جهازا الاستخبارات على أنهما "لا يكشفان إطلاقاً عن هويات المخبرين، من أجل المصادر وعمليات الجهازين على السواء".