ملخص:
- تواجه الأسر السورية عجزاً كبيراً في تغطية تكاليف التدفئة والملابس مع تزايد أعباء الشتاء.
- تحتاج العائلة إلى 150 ليتراً من المازوت شهرياً، بينما توفر الحكومة 50 ليتراً مدعوماً فقط، ما يدفعهم للجوء إلى الحطب المكلف.
- سجلت أسعار الملابس ارتفاعاً كبيراً، ما أدى إلى انخفاض مبيعاتها بنسبة 40% بسبب تراجع القوة الشرائية.
- حذر خبراء من أن الوضع الشتوي قد يكون كارثياً من دون تدخل حكومي لضبط الأسعار وتوفير الدعم المناسب.
يواجه السوريون صعوبات متزايدة مع اقتراب الشتاء، حيث لا يكفي متوسط الرواتب الشهرية لتغطية تكاليف التدفئة والملابس الأساسية، إذ لا يتجاوز دخل الأسرة 400 ألف ليرة في حين تقدر كلفة الشتاء بأكثر من 10 ملايين ليرة شهرياً.
وبحسب صحيفة "الوطن" المقربة من النظام، فإن العائلة السورية "المشمولة بالدعم الحكومي" تحتاج لنحو 150 ليتراً من المازوت شهرياً في حال تشغيلها المدفأة لمدة 4 ساعات يومياً، في حين لا يتوفر لها سوى 50 ليتراً مدعوماً في الشهر، ما يضطر الكثيرين للاعتماد على الحطب الذي تتراوح كلفته بين 8 إلى 16 مليون ليرة.
ارتفعت أسعار الملابس بشكل كبير، حيث يتجاوز سعر المعطف الشتوي المليون و200 ألف ليرة، مع تراجع القوة الشرائية للمواطنين وتسجيل قطاع الألبسة انخفاضاً في المبيعات بنسبة 40 بالمئة، وفق رئيس القطاع النسيجي نور الدين سمحا، الذي أرجع السبب إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج من جراء التضخم العالمي وأسعار الشحن والطاقة محلياً. وأوضح أن الصناعيين يسعون للجوء إلى الطاقات البديلة لتخفيف الكلف.
85 في المئة من السوريين لا يستطيعون شراء اللباس الشتوي
من جهته، أكد الأستاذ بكلية الاقتصاد في دمشق تيسير المصري أن معظم الأسر عاجزة عن تأمين مستلزمات التدفئة، وأن الشتاء قد يدفع الكثيرين لقطع الأشجار، وقال إن الأسرة المكونة من خمسة أفراد تحتاج خلال فصل الشتاء ما بين ملابس ومحروقات إلى نحو 20 مليون ليرة سورية،
وحذر المصري من أن العجز في تأمين متطلبات التدفئة سيدفع الناس للجوء إلى قطع الأشجار والغابات، مشيراً إلى أن المشكلة تتجاوز الحصار الاقتصادي إلى ضعف الرقابة الحكومية وغياب الدعم المالي المناسب. وأضاف د. حسن حزوري من جامعة حلب، أن الحل يتطلب ضبط الفساد وتفعيل الرقابة.
كما حذر نائب رئيس جمعية حماية المستهلك، ماهر الأزعط، من أن 85 بالمئة من السوريين غير قادرين على شراء اللباس الشتوي، مشيراً إلى ضرورة تدخل "الحكومة" بشكل فعال لتجنب كارثة شتوية، وإشراك مؤسسات المجتمع المدني في تقديم الدعم.