وصلت طرّادتان روسيتان تحملان صواريخ موجهة، تعود إحداهما للأسطول الشمالي والثانية لأسطول المحيط الهادئ التابعين للبحرية الروسية، إلى الساحل السوري لتنضمان إلى إحدى تشكيلات البحرية الروسية المؤلفة من 16 سفينة حربية بحسب ما بينته صور الأقمار الصناعية يوم الخميس الفائت.
وتمثل الطرادتان من فصيل سلافا، وطراز RTS Marshal Ustinov (055) وRFS Varyag (011) جزءاً من تشكيل بحري عسكري يضم 16 سفينة رست في المياه الإقليمية السورية بالقرب من القاعدة البحرية الروسية المقامة في طرطوس.
وورد في التقرير الذي نشره موقع نيفال نيوز أن ذلك: "يمثل ذلك حالة تمركز لكامل البحرية الروسية في البحر المتوسط ضمن مكان واحد، إذ بالعادة يتم تشغيل تلك السفن ضمن مجموعات متفرقة".
ويضم هذا التشكيل الطرادتين من نوع سلافا، وسفينتين مدمرتين من نوع أودالوي، وفرقاطتين تحملان صواريخ موجهة، وغواصتين مهاجمتين من نوع كيلو تعملان بالوقود والكهرباء، وحراقة من طراز بويان، وسفينتين هجوميتين والعديد من السفن المرافقة.
وكانت الطرادتان تعملان على أحد طرفي البحر المتوسط بوصفهما تترأسان مجموعتي عمل منفصلتين، بالإضافة إلى وجود طرادة ثالثة من طراز RTS Moskva (121) في البحر الأسود.
ولقد صممت الطرادتان التي تزن كل منهما 11500 طن لتكونا منصتي إطلاق بحيث يمكن لكل منهما أن تحمل 16 صاروخ كروز مضاداً للسفن من نوع SS-N-12 Sandbox، وكل منها حجمه بحجم عمود الهاتف، حيث تم تصميم هذه السفن والصواريخ التي تعود لحقبة السبعينيات لتحارب حاملات الطائرات الأميركية وتلك التابعة لحلف شمال الأطلسي وذلك عبر إغراقها بوابل من صواريخ كروز عالية السرعة التي بوسعها أن تغرق أي سفينة.
وهذا التشكيل يبدو أشبه باستعراض للتصوير أكثر من كونه تشكيلاً عسكرياً، فالصور التي تلتقط للقوات البحرية في مختلف بقاع العالم قد تم تصميمها لتقدم صوراً مضخمة للسفن ضمن التشكيلات البحرية التي ستصبح قيمتها التشغيلية محدودة إن لم يتم التقاط صور لها على تلك الشاكلة.
وفي الوقت الذي تعتمد فيه عمليات هاتين الطرادتين على توجيه رسالة استفزازية لقوات حلف شمال الأطلسي، لا توجد قوات بوسعها أن تتفوق على القدرات الفعلية للأسطول السطحي الروسي في البحر المتوسط سوى القدرات الأميركية التي زاد عددها في تلك المنطقة.
ففي يوم الثلاثاء، أكد مسؤولون في مجال الدفاع النية لاستخدام هاتين الطرادتين لتعقيد العمليات التي تنفذها ثلاث فرق هجومية لناقلات بحرية تابعة لحلف شمال الأطلسي في البحر المتوسط، وهي USS Harry S. Truman ( CVN-75) وTS Cavour (CVH-550) والناقلة التابعة للبحرية الفرنسية FS شارل دو غول (R 91) وكل ما يرافقهما بحراً وجواً والتي تم إرسالها جميعاً ضمن عمليات الطمأنة المستمرة للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي قبل بدء الغزو يوم الخميس الماضي.
هنالك أكثر من عشر طرادات أميركية تحمل صواريخ موجهة إلى جانب سفن مدمرة تعود للأسطول السادس الأميركي، وبعضها وصل إلى المنطقة خلال الشهرين الماضيين.
إذ غادرت أربع سفن مدمرة تحمل صواريخ موجهة من الساحل الشرقي وهي USS دونالد كوك (DDG-75)، وUSS ميتشر (DDG-57)، وUSS ذا سوليفانز (DDG-68)، وUSS غونزاليز (DDG-66) خلال شهر كانون الثاني متوجهة إلى أوروبا وتزامن ذلك مع مغادرة السفن الروسية للقطب الشمالي والأطلسي.
ولحقت تلك السفن بالسفن التي تم نشرها قبلها في تلك المنطقة وهي USS روس (DDG-71) وUSS روزفيلت (DDG-80)، وUSS بورتر (DDG-78)، وUSS آرلي بوركي (DDG-51) بالإضافة إلى السفن المرافقة لها التابعة لمجموعة القصف لدى الناقلة هاري إس ترومان.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلن رئيس وحدة العمليات البحرية، الأدميرال مايك غيلداي بأن البحرية الأميركية على استعداد تام للقاء البحرية الروسية في المنطقة، حيث قال يوم الجمعة عندما سأله صحفيون عن الطرادتين الروسيتين: "إننا نقوم بعملياتنا داخل وحول المناطق التي يوجد فيها الروس والصينيون في كل الأوقات، أي أن هذا الأمر ليس بجديد علينا، ونظراً لهذا الوضع الحالي، فإن فرصة حدوث خطأ في الحسابات أصبحت أكبر، ولهذا نتدرب على أعلى المعايير حتى إن وجدنا سفننا في وضع مثل هذا، عندها سيتصرف القادة لدينا بطريقة بعيدة عن الاستفزاز بحيث سيتم التواصل بشكل واضح تماماً، دون أن نتصرف على طريقة رعاة البقر هناك، وذلك لأننا نريد أن نتصرف بمسؤولية في تلك المنطقة".
لم يتضح حتى الآن إلى أين ستتجه الطرادتان الروسيتان بعد وصولهما إلى المتوسط، إلا أن آخر مجموعة عمل سطحية من المقرر أن تزور القاعدة البحرية الروسية في طرطوس لتتزود بالوقود وتنطلق بعدها نحو البحر الأسود لتقوم بدعم الغزو الروسي لأوكرانيا.
المصدر: يو إس إن آي نيوز