تداول ناشطون مقطع فيديو للحظة تحطم وانفجار الطائرة الروسية توبوليف 22 (المعروفة باسم البجعة البيضاء) أثناء هبوطها في أقصى الشمال الروسي، وهي نفسها الطائرة التي استخدمها الجيش الروسي في قصف المدن السورية وارتكاب المجازر بحق المدنيين.
ويظهر الفيديو لحظة ارتطام القاذفة "توبوليف 22 إم 3" بسرعة عالية بمدرج القاعدة العسكرية في مورمانسك في أقصى الشمال الروسي قرب القطب الشمالي أثناء هبوطها، وانفصال قمرة القيادة عن باقي جسم الطائرة وانفجارها فوراً وتصاعد ألسنة النيران.
وأدى الحادث الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي إلى مقتل ثلاثة أفراد من طاقهما في حين نجا شخص واحد، وبدأ الجيش الروسي بالتحقيق في الحادث، بمشاركة فريق من شركة "توبوليف" المصنعة للقاذفة.
وتعد القاذفة "توبوليف 22 إم 3" النسخة الأحدث من سلسلة الطائرات الإستراتيجية التي بدأ الجيش الروسي تصنيعها منذ حقبة الاتحاد السوفياتي خلال الحرب الباردة، ودخلت الخدمة العسكرية فعلياً عام 1983، وذلك لمجاراة القاذفة "بى 52" الأميركية.
وتصل سرعتها إلى 2400 كم بالساعة (ضعفي سرعة الصوت)، وأقصى مدى 7000 كم، وأقصى ارتفاع لها 13 كم، وتحمل هذه الطائرة أكثر من 24 طنا من الذخيرة، وبإمكانها حمل صواريخ كروز أو صواريخ قصيرة المدى أو قنابل نووية.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في آب 2016، استخدامها طائرات من طراز "تو-22 أم 3" بعيدة المدى في شن غارات على الأراضي السورية، انطلاقا من قاعدة همدان الجوية بشمال إيران، بحجة ضرب مواقع تنظيم الدولة وجبهة النصرة في محافظات دير الزور وإدلب وحلب.
وشاركت هذه القاذفة في معركة النظام لحصار مدينة حلب بشكل مكثف، حيث شوهد عشرات المرات في سماء المدينة بمرافقة طائرات سوخوي وميغ اعتراضية، وكانت البجعة البيضاء تلقي في كل طلعة جوية على المدن السورية أكثر من 20 طناً من الصواريخ شديدة الانفجار، ما تسبب بمقتل آلاف السوريين وتدمير مدن بأكملها.
الحوداث الكثيرة للطائرات الروسية أثّرت عليها في سوق السلاح
وكثيراً ما تتعرض طائرات سلاح الجو الروسي لحوادث مماثلة، مما يؤثر سلبا على قدرتها في منافسة نظيراتها الأميركية بالدرجة الأولى والأوروبية بدرجة أقل في سوق الأسلحة الدولي.
ففي الخامس من تشرين الأول من العام الفائت أعلنت روسيا عن سقوط إحدى طائراتها المقاتلة من طراز "ميغ 29" بالقرب من موسكو خلال قيامها بطلعات تدريبية.
وفي آذار من العام الماضي، قتل 39 شخصاً بينهم 27 ضابطاً أحدهم برتبة لواء، بتحطم طائرة نقل عسكرية روسية طراز (Antonov An-26)، في قاعدة حميميم الجوية التابعة لقوات الجو الروسية في ريف اللاذقية، نتيجة عطل فني حسب وزارة الدفاع الروسية.
وتمكنت فصائل المعارضة في شهر شباط من العام الماضي، من إسقاط طائرة روسية من نوع سوخوي 25 كانت تقصف مناطق حول مدينة سراقب جنوب إدلب، وقتل الطيار.
كما سقطت مقاتلة روسية من نوع سوخوي 24، في تشرين الأول من عام 2017 أثناء إقلاعها من سوريا، ما أدى إلى مقتل طاقمها، ورجحت وزارة الدفاع الروسية حينها أن عطلاً فنياً قد يكون السبب في تحطمها.