غادر بابا الفاتيكان فرنسيس العاصمة العراقية بغداد، اليوم الإثنين، بعد زيارة وصفت بالتاريخية إلى العراق، بدأت يوم الجمعة الماضي، والتي شملت عدة محطات، حيث دعا خلالها إلى إحلال السلام ونبذ العنف.
وبحسب وكالة "الأناضول"، فإن طائرة البابا غادرت مطار بغداد متوجهةً إلى روما، حيث التقى خلال زيارته العراق رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وفي اليوم الثاني من زيارته، توجه إلى محافظة النجف والتقى المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني، الذي أكد اهتمامه بأن "يعيش المواطنون المسيحيون كسائر العراقيين في أمن وسلام وبكامل حقوقهم الدستورية".
وتوجه البابا إلى مدينة "أور" الأثرية، (مسقط رأس النبي إبراهيم)، وأقام فيها صلاة موحدة بين الأديان، وزار يوم أمس الأحد مدينة الموصل وأقام وسط ركام الحرب قداسا، دعا خلاله إلى السلام ونبذ العنف.
وأقيم القداس في "حوش البيعة" وهو ساحة تتوسط 4 كنائس في منطقة الموصل القديمة التي شهدت معارك عنيفة على مدى نحو 10 أشهر عام 2017 بين القوات العراقية وتنظيم الدولة، ما تسبب بتدمير جزء كبير من تلك الكنائس، قبل أن يتم دحر التنظيم نهاية العام ذاته.
وتحمل إقامة القداس في الموصل رمزية خاصة، وذلك لأن تنظيم الدولة خيّر المسيحيين في أعقاب اجتياحه للمدينة بين اعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مغادرة المدينة وإلا فإنهم سيواجهون "حد السيف" ما دفع جميع المسيحيين لمغادرة المدينة لأول مرة في تاريخها، وتوجه بعدها إلى مدينة أربيل وأقام فيها أكبر قداس في البلاد بحضور نحو 10 آلاف شخص.
اقرأ ايضاً: من ساحة شهدت أعنف المعارك مع داعش في الموصل.. البابا يدعو للسلام
اقرأ أيضا: الفاتيكان: وجوه أطفال سوريا والعراق واليمن يجب أن "تهز العالم"
وتعد زيارة بابا الفاتيكان هي الأولى للعراق، كما أنها أول جولة خارجية للبابا منذ تفشي فيروس كورونا في العالم مطلع العام الفائت، وهذه الزيارة هي امتداد لسلسلة زيارات قام بها فرنسيس إلى دول عربية بهدف "تعزيز ثقافة التسامح والتعايش بين الأديان".
وكانت أولى جولاته في المنطقة العاصمة الأردنية عمان عام 2014، ثم توجه بعد ذلك إلى فلسطين، ثم التقى بشيخ الأزهر، أحمد الطيب، خلال المؤتمر الدولي للتسامح في مصر عام 2017، وزار فرانسيس الإمارات في العام 2019 في أول زيارة للفاتيكان إلى منطقة الخليج العربي.