من 69 ألف دولار إلى 20 ألفا، انخفاض حاد لحق بالبتكوين منذ بداية العام وحتى اليوم، وهي إحدى أهم العملات الرقمية وأكثرها تداولًا في العالم والتي بلغت قيمتها السوقية 2 ترليون ونصف ترليون دولار، لتقترب من مايكروسوفت أكبر شركة بالعالم من حيث القيمة السوقية فمالذي حصل لها على مدار الأشهر الماضية ومالذي ساهم بهذا التغير الكبير؟
وهل انهيار عملة لونا التي رافقتها خسارات كبيرة بما يعادل ترليون دولار في سوق العملات الرقمية سبب بالفوضى الحاصلة للمستثمرين؟.
وما هي الارتباطات بين هذه العملات؟ وما تأثير التضخم العالمي ورفع سعر الفائدة في البنوك المركزية على سوق العملات الرقمية التي تتميز باستقلاليتها وعدم مركزيتها؟ هذه الأسئلة وغيرها الكثير تحدثنا عنها في حلقة اليوم من الثلاثاء الاقتصادي مع ضيفي المهندس و خبير التحليل الفني (اختصاصي بالعملات الرقمية) فراس يونس، الذي يرى أنه من المنطقي أن تكون نسبة المتشائمين عالية في هذا الوقت وهو ما ظهر بسؤال الحلقة الذي طرحناه على منصاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ويقول السؤال: ما الذي ينتظر سوق العملات الرقمية بعد الاضطرابات الأخيرة وكانت النسبة العظمى أي مايقارب 80 في المئة توقعوا مزيدا من الانخفاضات؟
من جهته أضاف م. يونس أن الأسواق المالية عموما محكومة بعوامل الخوف والجشع التي تظهرها الصورة أدناه.
تبين الصورة أن المؤشر يتجه نحو الخوف الشديد حيث لا يوجد متداولون جدد وعندما يكون في الجهة الأخرى للدائرة عند المنطقة الخضراء لا يعتبر صحيا ويعكس تمددا بالسوق ليبدأ وقت التصحيح، وهذا ما يحصل اليوم بعد ارتفاع صاروخي كبير عادت الأرقام للتدني هذا ما يعكسه المؤشر لخوف الناس وعدم دخول قادمين جدد أو متداولين جدد.
وهذه الدورات الصاعدة والهابطة هي الحالة الصحية السليمة التي يجب أن تمر فيها الأسواق لأن الصعود الدائم خطر ولا يفضي إلى نتائج جيدة كما حصل نهايات 2017 عندما ارتفع من 3 آلاف دولار حتى 18 ألف دولار.
لكن اليوم المعطيات تغيرت منذ بداية كورونا وحتى اليوم فقد زادت نسبة التضخم من الاضطراب بسوق العملات بالإضافة لرفع سعر الفائدة بقرارات الفيدرالي الأميركي الأخيرة التي أوصلت البيتكوين لما دون 20 ألف دولار أي أقل سعر وصلت إليه منذ بداية العام.
يضيف م.يونس أن التضخيم الذي يتم الحديث عنه لا أساس له وأن الإفلاسات التي تحصل للشركات هي ذنبها وحدها لكونها عرضت نفسها للمخاطرة كما حصل عام 2008 عندما أفلس أضخم البنوك العالمية Lehman Brothers Holdings. مايعني أن أي مشارك بالسوق يعرض نفسه لأخطار من الطبيعي أن يتعرض للإفلاس.
وعن ربط انهيار عملة اللونا بأسعار العملات المشفرة يقول م.يونس إن السوق كان بمرحلة هبوط أصلا وبالتالي كل العملات كانت في هبوط وسعر البتكوين كان بشكل تنازلي قبل خسارة الترليون دولار التي كان سببها طباعة كميات كبيرة من لونا المرتبطة بالـ ust وهي العملة المستقرة وتساوي قيمتها دولار قبل 3 أشهر.
اقرأ أيضا: خسائر كبيرة لـ"بتكوين وإيثيريوم" تعرف إلى سعرهما اليوم
وأما عن وجهة النظر المتداولة بأن العملات الرقمية تسحب السيولة من السوق فهي مبالغة، لأن الحجم السوقي للبيتكوين كاملًا هو 300 مليار دولار فشركة آبل وحدها حجمها السوقي أكبر بـ 3 أضعاف.
يوضح م.يونس أن الفرق كبير بين المتداول والمستثمر الذي يتعامل بالسوق على المدى الطويل، والتداول الذي يحتاج لتفرغ كامل ووقت وخبرة ومعرفة كبيرة فالآن لا يوجد قادمون جدد لأن المتداولين يدخلون في القمة الثانية عند الصعود والآن هو الوقت للدخول التدريجي على المدى الطويل لـ50 أو 100 أسبوع واستخدام الفائض عن الحاجة وليس بالمبلغ الأساسي للحياة لكون النتائج تبدأ بعد 4 إلى 5 سنوات والمخاطرة ليست مجدية في أي استثمار ليس فقط في العملات الرقمية والبيتكوين تحديدا.
خاصة أن المنصات المركزية كـ البينانس binance التي تحتاج إلى إدخال معلومات شخصية عليها تحظر بعض الجنسيات من الاشتراك فيها كالسوري والأفغاني والعراقي وغيرها الكثير مما يجبر هذه الجنسيات للدخول عبر منصات لامركزية لا تحتاج معلومات شخصية، ويكتفي المتداول فيها بشراء محفظة للعملات فقط.