icon
التغطية الحية

"الاتحاد العام للكتّاب العرب" في تركيا.. خيط يربط مثقفين سوريين وعرباً | فيديو

2023.07.20 | 13:47 دمشق

الاتحاد العام للكتاب العرب في تركيا
الاتحاد العام للكتّاب العرب في تركيا ـ تلفزيون سوريا
مرسين ـ بثينة الخليل
+A
حجم الخط
-A

توجه أكثر من خمسة ملايين عربي إلى تركيا، بسبب تداعيات الربيع العربي، ولأن سبب لجوئهم إلى تركيا سياسي، إضافة إلى الفرار من الاستبداد والحروب كان لابد أن يكون بينهم أعداد كبيرة من المثقفين والأدباء والكتاب والصحفيين والسياسيين، الذين وجد بعضهم أطرا تجمعهم، وتوصل همهم المشترك.

"الاتحاد العام للكتّاب العرب" في مرسين

في مدينة مرسين التركية الساحلية، تم مطلع العام الحالي الإعلان عن تشكيل "الاتحاد العام للكتّاب العرب" في تركيا، من قبل مجموعة من الكتاب والمثقفين والأدباء، ليتعارف الأعضاء من الدول العربية المختلفة، وليواجهوا مشكلاتهم المتشابهة، ويواصلوا السعي لتحقيق أهدافهم المتشابهة، وتقوية صلتهم بأمتهم التي هجروا قسراً منها.

"الاتحاد" يضم بالدرجة الأول مثقفين سوريين وعراقيين ومصريين، لكنه اتحاد مفتوح لكل عربي، من المحيط إلى الخليج، ولكل ناطق بالعربية موجود على الأرض التركية. وللاتحاد فرع في مدينة غازي عنتاب، وفي مدينة الباب شمالي سوريا.

ويسعى الاتحاد لفتح فرع في مدينة إسطنبول التي تضم أكبر تجمع للعرب في تركيا، يتجاوز مليون شخص، كما يسعى لنقل تجربته إلى أماكن وجود العرب في أوروبا، وتحديداً ألمانيا.

والاتحاد يضم شعراء وأدباء وكتاب رواية ومقالة، وباحثين في كل المجالات بما فيها التاريخية والاجتماعية والعلمية. وهو ملتقى للتواصل والتعاون وتبادل الخبرات والإنتاج الأدبي والعلمي بينهم.

التعريف بالنتاج الأدبي والفكري العربي

الدكتور عبد الحق الهواس رئيس الاتحاد يقول لموقع تلفزيون سوريا: "من الأهداف التي نسعى لتحقيقها من خلال هذا الاتحاد، تشجيع الأدباء والشعراء والقصاصين والفنانين والمثقفين عموماً، على التجمع في كيان واحد، يعملون من خلاله ويتعارفون على بعضهم وينشرون نتاجهم، ويبرزون طاقاتهم الإبداعية في كل التخصصات والاتجاهات ومن كل الفئات العمرية، وتطوير ونشر نتاجهم، وتقديم النقد العلمي له"

ومن أهم طموحات الاتحاد، بحسب الهواس : “أولاً فتح دار نشر لطبع وتوزيع والتعريف بالنتاج الأدبي والبحثي لأعضاء الاتحاد على أوسع نطاق في الوطن العربي والعالم، وثانياً حماية الحقوق الفكرية للكتاب الأعضاء، وثالثاً ترجمة نتاجهم إلى لغات المجتمعات التي يعيشون فيها، وأهم اللغات في العالم".

ويقول الدكتور عبد الحق الهواس إن العضوية في اتحاد الكتاب العرب في تركيا أنواع: "لدينا الآن 200 عضو، هناك أعضاء لديهم مواهب تحتاج إلى رعاية، وسينتقل هؤلاء في المستقبل إلى مرحلة العضوية الكاملة في الاتحاد، وهناك عضوية شخصيات مرموقة في الوطن العربي ترعى الأدب والشعر والفن والثقافة، فهؤلاء أعضاء شرف مؤازرون".

"الاتحاد" يقيم أول مهرجان ثقافي بحضور مميز

أقيمت أول فعالية لـ "اتحاد الكتّاب العرب" في مقره بولاية مرسين، بعد أيام من الإعلان عنه، وكان مهرجانا أدبيا استمر لستة أيام، تضمن أنشطة متنوعة منها شعرية وقصصية واجتماعية وفنية عن الرسم التشكيلي، ومحاضرة عن قصيدة كعب بن زهير بانت سعاد. وكان حضوره جيداً، وتم نقله عبر منصة زوم، حيث وصل عدد المتابعين إلى نحو ألفي متابع.

تقول الكاتبة الشابة فاديا اعزازي عن مشاركتها في المهرجان "سعدت بمشاركتي بالمهرجان وإعطائي مساحة لتقديم بعض من نتاجي القصصي. الاتحاد أمّن لي حضوراً، ومكاناً ألقي فيه قصصي، وأعطاني عدة نصائح لتطوير تجربتي بالكتابة”.

الفنان سمير قريطبي حدثنا عن مشاركته في الفعالية الأولى للاتحاد، "قدمت محاضرة بعنوان العلاقة بين الفن التشكيلي والأدب، تحدثت فيها عن مزجي الرسم وكتابة القصص. ثم تحدثت عن الآثار التركية والسورية والرابط بينهما، وتم عرض فيلم وثائقي حول أعمالي الفنية السورية التركية ".

ومن اهتمامات الاتحاد إقامة دورات في اللغة العربية تضمنت أربع مستويات، وإقامة أنشطة وفعاليات مشتركة مع الاتحادات والمؤسسات الثقافية في أوروبا والوطن العربي، والبداية كانت مع القناة الثقافية التي تديرها الإعلامية الجزائرية نوال بوعزة من باريس، والعمل على تنظيم أمسيات مشتركة بين الشعراء والكتّاب المنتشرين في أنحاء العالم.

رئيس الاتحاد دعا عبر موقع تلفزيون سوريا: "الكتاب والأدباء العرب، والناطقين بالعربية، من المخضرمين وأصحاب التجربة الباحثين عن إطار لنشر إنتاجهم والتعريف به، ومن الشباب الباحثين عمن يمسك بأيديهم ويساعدهم في خطواتهم الأولى، للانتساب إلى الاتحاد لكونه يساعد الفئتين على الوصول إلى ما يريدون".

ورغم غلبة التفاؤل بهذه التجربة، والإحساس بأهميتها، إلا أن بعض المتابعين حذروا من الإفراط بالتفاؤل، فتجسيد طموحات الاتحاد يحتاج إلى دعم مادي، وإلى انتساب عدد أكبر من الكتاب والمثقفين إليه، والإسراع في فتح فروع في المراكز الكبرى للوجود العربي في تركيا (إسطنبول، وأنقرة) وإلى إقامة شبكة علاقات واسعة مع المؤسسات الثقافية التركية والعربية، ويحتاج خاصة إلى جسر الهوة التي تفصل الشباب العربي عن الثقافة المكتوبة، وارتباطه المزمن بالثقافة المنشورة عبر وسائل التواصل والعالم الافتراضي.