اتهم "الائتلاف الوطني السوري" المعارض الأمم المتحدة بـ "التستر على جرائم النظام السوري وروسيا بحق المدنيين"، مطالباً الأمم المتحدة بـ "التعامل الجدي والعادل تجاه الملف السوري".
وفي بيان له، دان الأمين العام للائتلاف، هيثم رحمة، البيان الذي صدر عن الأمم المتحدة، عقب المجزرة التي ارتكبها النظام السوري وروسيا بحق النازحين في مخيمات النازحين شمال غربي سوريا، وراح ضحيتها 9 مدنيين وأكثر من 75 جريحاً.
وقال رحمة إن الأمم المتحدة "تستمر بالتستر على جرائم نظام الأسد وروسيا بحق المدنيين السوريين"، مضيفاً أنه "على الرغم من أن جريمة مخيم مرام غرب إدلب مكشوفة التفاصيل فإن الأمم المتحدة لم تشر في بيانها إلى الجهة المنفذة".
وأوضح أنه "في الوقت الذي تتساقط فيه القنابل العنقودية فوق رؤوس النازحين في المخيمات، يخفي بيان الأمم المتحدة تفاصيل الجريمة ويساوي الجلاد بالضحية، ويعبر عن القلق مجدداً"، مشيراً إلى أن "صمت الأمم المتحدة على استهداف النازحين في مخيمات مدعومة من المنظمات الإنسانية بطريقة متعمدة من قبل نظام الأسد وروسيا، يشكّل تزويراً للحقائق ووقوفاً في جانب نظام الأسد المجرم، وابتعاداً تاماً عن الحيادية المطلوبة".
وطالب الأمين العام للائتلاف الأمم المتحدة بـ "التعامل الجدي والعادل تجاه الملف السوري، والعمل على خطوات تقود إلى تحقيق المحاسبة فضلاً عن الإدانة المباشرة للمجرم، ليس الاكتفاء بالتعبير عن القلق على جرائم حرب واضحة التفاصيل".
النظام تعمّد قصف المخيمات
وكان المرصد "الأورومتوسطي" قال، في بيان له، إن النظام السوري تعمّد قصف مخيمات النازحين شمال غربي سوريا، مؤكداً على أن القصف، الذي راح ضحيته 9 مدنيين وأكثر من 75 جريحاً، "قد يرقى إلى جريمة حرب".
وأشار المرصد إلى أن قصف المخيمات "لم يبد أنه كان عشوائياً، بل محاولة متعمدة لإلحاق خسائر فادحة، بشرية ومادية، بين النازحين، حيث قُصفت المخيمات بشكل متزامن وبصورة مركزة"، مضيفاً أن "استخدام الذخائر العنقودية يشير إلى نية واضحة لتوسيع منطقة الاستهداف، من أجل إلحاق الضرر بأكبر عدد ممكن الناس والوحدات السكنية في المخيمات".
ودعا المجتمع الدولي إلى تفعيل ودعم جميع أشكال المساءلة عن انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا منذ العام 2011، ولا سيما مبدأ الولاية القضائية العالمية، ودعم عمل الآلية الدولية المحايدة والمستقلة في سوريا لتحقيق العدالة للضحايا، ومنع الإفلات من العقاب.
مجزرة المخيمات
وصباح الأحد الماضي، استهدفت قوات النظام بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، مخيم مرام للنازحين غربي إدلب، ما أدّى إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.
ورجّحت مصادر عسكرية، أنّ مصدر القصف مطار النيرب العسكري قرب مدينة حلب، حيث تتمركز بداخله ميليشيات إيرانية إلى جانب قوات النظام، مشيرةً إلى أنّ القصف تزامن مع غارات جوية روسية استهدفت الأطراف الغربية لمدينة إدلب.
ووثق فريق "منسقو استجابة سوريا" استهداف تسعة مخيمات مجاورة بعضها لبعض، وهي: (مرام، وطن، وادي حج خالد، كفر روحين، مورين، مخيم بعيبعة) وغيرها، وسط حركة نزوح جديدة لمئات النازحين.
وذكر بيان لفريق الاستجابة، أنّ أكثر من 22 خيمة تعرضت لأضرار مادية كبيرة، مشيراً إلى أنّ عدد العائلات النازحة المتضرّرة من القصف الأخير، أكثر من 3 آلاف و488 عائلة.