نعى الائتلاف الوطني السوري المعارض المفكر الإسلامي جودت سعيد الذي توفي، أمس الأحد، عن عمر ناهز الـ 91 عاماً في مدينة إسطنبول.
وقال الائتلاف إن الراحل جودت سعيد أمضى حياته في العلم والفكر والدعوة للسلام واللاعنف، وكان شجاعاً لا يهاب بطش النظام ويجاهر دوماً بمعارضته ونقده.
وأضاف أنه عاش عمره يدعو لسلام لم يجده، مبيناً أن الاحتلال الإسرائيلي هجره من الجولان، ليعاود النظام تهجيره من سوريا، بسبب مواقفه المناهضة للظلم والاستبداد وممارسات النظام ضد معارضيه منذ اندلاع الثورة السورية.
وأشار إلى أن الرحل يعد من أبرز رموز الفكر الإسلامي المعاصر، مبيناً أنه رحل وترك للإنسانية تراثاً فكرياً ومعنوياً خالداً سيظل نوره يشع عبر العصور.
جودت سعيد
ولد الشيخ جودت سعيد في قرية "بئر عجم" التابعة لقرى الجولان في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا عام 1931، وهو من أصول شركسية، ويتحدث اللغة الشركسية إلى جانب العربية.
ويعد الشيخ جودت سعيد من مؤسسي نظرية "الإسلام اللاعنفي"؛ حيث لم يشهد التاريخ الإسلامي، نشوء جماعة تدعو إلى عدم مشروعية العنف حتى لو كان دفاعاً عن النفس قبل المفاهيم التي تحدث بها وناقشها المفكر السوري سعيد بهذا التوسع والبحث.
وكان الراحل قد استقر في تركيا منذ كانون الأول 2012 بعد استعار الحرب في سوريا، ويعد من الباحثين الإسلاميين المعتدلين والنابذين للتشدد والعنف بكل صوره، وجال العديد من البلدان في العالم، من بينها الدول العربية والأوروبية وروسيا وإيران وتركيا إلى جانب كندا وأميركا.
وألقى العلامة الراحل خلال جولاته كثيراً من المحاضرات وعقد الندوات في العديد من الجامعات والمراكز البحثية والثقافية، عبّر من خلالها عن أصالة الدين الإسلامي ونبذه التعصّب والعنف والكراهية.