نفى الائتلاف الوطني السوري المعارض أنباء أطلقتها وكالة إعلام إيرانية وتناقلتها وسائل إعلام تابعة للنظام السوري، تزعم فيها أن الحكومة التركية طلبت من الائتلاف الخروج من أراضيها على خلفية التصريحات التركية الأخيرة حول إعادة النظر في العلاقات مع النظام السوري.
ووجّه رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض سالم المسلط عبر تلفزيون سوريا، رسالة ردّ فيها على ما أوردته "وكالة تسنيم" الإيرانية أمس الأحد، مكذباً ما تضمنته من مزاعم مغادرة الائتلاف تركيا.
وقال المسلط: "من يسهل عليه قتل المدنيين والأطفال يسهل عليه الكذب والتضليل".
وأكّد أنه "عندما قتل النظام السوري وحليفه في الإجرام النظام الإيراني مئات الآلاف من السوريين، احتضنت تركيا ملايين السوريين، واحتضن أشقاؤنا وأصدقاؤنا مئات الآلاف منهم".
وأردف المسلط: "يُطل اليوم إعلام المجرمين بأكاذيب لا أساس لها، وما تناولته وسائلهم عن أحاديث جرت في اجتماعاتنا مع الأطراف التركية".
المسلط: لا صحة لتلفيقات الإعلام الإيراني
وقال المسلط: "أؤكد أن لا صحة لتلفيقاتهم، وما وجدنا في اجتماعاتنا مع الإخوة الأتراك ومؤخراً مع وزير الخارجية التركية، إلا كل دعم للشعب السوري ووقوفهم إلى جانب قضيته العادلة".
ولفت رئيس الائتلاف إلى أنه "بطبيعة الحال هذا لا يُرضي منظومة الإجرام التي قتلت وهجرت السوريين، وستثبت الأيام كذب رعاة الإرهاب وعملاء لهم امتهنوا الكذب والتلفيق. والأيام القليلة القادمة كفيلة بالكشف عن عملائهم ونزع أقنعتهم".
وختم المسلط رسالته بالقول: "سيبقى أشقاؤنا وأصدقاؤنا إلى جانبنا وداعمين لقضية شعبنا في مطالبه العادلة بدولة خالية من الاستبداد والإرهاب والحقد، دولة الحرية والديمقراطية والعدالة".
وكالة "تسنيم" الإيرانية ومزاعم مغادرة الائتلاف السوري تركيا
وفي وقت سابق من يوم أمس "الأحد"، أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية (نقلًا عن مصادر خاصة بها)، بأن "أنقرة طالبت الإئتلاف السوري المعارض بالخروج من الأراضي التركية، في إطار مواصلة مساعيها لإعادة النظر في علاقاتها مع دمشق" على حد زعمها.
وقال المصدر: "خلال اللقاء الذي جرى الأسبوع الماضي بين أحد المسؤولين الأتراك مع وفد المعارضة السورية (في إشارة إلى لقاء وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو مع المسلط ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى ورئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس)، قال المسؤول التركي إن أنقرة عازمة تماماً على إعادة العلاقات مع دمشق".
وأضاف أن جاويش أوغلو طلب من المعارضة السورية "أن تتكيف مع هذا الواقع. وفي هذا الإطار يجب على المعارضة أن تسعى وراء العثور على بلد بديل للهجرة ووقف جميع أنشطتها السياسية والإعلامية داخل تركيا" وفق الوكالة.
وزعمت الوكالة الإيرانية أن "الطرف السوري المعارض وافق في هذا اللقاء على طلب أنقرة بمغادرة الأراضي التركية"، مضيفة أن سالم المسلط "اقترح الهجرة إلى المملكة العربية السعودية، إلا أن رئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى اقترح الأردن؛ وعلى الرغم من أنه اعترف بأن أنشطتهم ستكون محدودة أيضا في الأردن".
جاويش أوغلو: موقف تركيا لم يتغير
ويوم الأربعاء الماضي، كشف مصدر خاص لتلفزيون سوريا أن جاويش أوغلو أكّد لوفد المعارضة، الذي ضمّ المسلط ومصطفى وبدر جاموس رئيس هيئة التفاوض، أن موقف تركيا لن يتغير تجاه السوريين: "نقدّر تضحياتهم ولن نضحي بها".
وأضاف أن الاجتماع كان إيجابياً، وأن الوزير التركي أعرب عن ثبات موقف بلاده تجاه العملية السياسية ودعم المعارضة في إطار قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وبحسب المصدر فإن أوغلو أشار إلى أن تركيا تعلم جيداً مدى تعنّت النظام السوري ومن خلفه روسيا فيما يخص العملية السياسية، في حين أكّد أنهم لن يقدموا أي تنازلات على صعيد الملف السوري.