حذّرت لجنة الإنقاذ الدولية، اليوم الخميس، من خطر تفشي مرض الكوليرا في سوريا، مشيرة إلى أن استمرار انتشار المرض قد ينذر بأزمة جديدة.
وقالت اللجنة، في بيان، إن حالات الإصابة المشتبه بها ارتفعت إلى 2092 حالة في شمال شرقي سوريا منذ الإعلان عن أول إصابة في أيلول الحالي، معربة عن تخوفها من "أنه من المحتمل أن يكون هناك نقص كبير في الإبلاغ عن الحالات المشتبه فيها (..) إذا تركت دون رادع، فستستمر أعداد الأشخاص الذين يصابون بأمراض خطيرة في الازدياد".
وذكر البيان أن المرض يمكن أن ينتشر بسرعة "في سياقات مثل سوريا، حيث يوجد حالياً أكثر من 7 ملايين نازح داخلياً. يعيش كثيرون معاً في خيام صغيرة ومنازل مؤقتة مع وصول محدود إلى الخدمات الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب والمراحيض ومرافق الاغتسال والتخلص من القمامة".
وبحسب اللجنة فإن هناك الآن مياه صالحة للشرب أقل بنسبة 40 في المئة عما كانت عليه قبل عام 2011، فيما توقعت أن تفشي الكوليرا سببه تلوث المياه من نهر الفرات "المصدر الرئيسي للمياه والذي يخدم ما بين 800 ألف و1.2 مليون شخص".
وقالت مديرة مكتب اللجنة في سوريا، تانيا إيفانز، إن تفشي الكوليرا يهدد "بمزيد من البؤس لمئات الآلاف من السوريين المعرضين في الأصل لخطر الجوع والصراع والشتاء المقبل.في جميع أنحاء البلاد، يحتاج نحو 70٪ من السكان الآن إلى المساعدة لتلبية احتياجاتهم الأساسية للبقاء على قيد الحياة".
وتابعت: "ترك عقد من الصراع نظام الرعاية الصحية في سوريا هشاً للغاية ويعاني نقصاً حاداً في الموارد، مما جعل من الصعب جداً حشد استجابة لأي أوبئة أو تفشي محتمل مثل هذا. على الرغم من الاحتياجات الهائلة، فإن كلا من مستويات التمويل والاهتمام السياسي المطلوبين لمعالجة الأزمة يتضاءلان. يوضح تفشي الكوليرا هذا كيف أنه يجب علينا الآن أكثر من أي وقت مضى عدم إهمال سوريا".
رصد الكوليرا في سوريا
وكان تلفزيون سوريا قد رصد انتشار الكوليرا في عدة مناطق من حلب والرقة ودير الزور، عبر تقارير مصورة، إذ دخلت كاميرته إلى مشافي حلب الخاضعة لسيطرة النظام، ووقفت على محطات تصفية المياه في مناطق سيطرة "الإدارة الذاتية". بدير الزور.
إلى جانب تغطيات خاصة، للحديث عن سبل الوقاية والعلاج مع الكوليرا، وأسباب انتشاره.
مياه غير آمنة في الفرات
وسبق أن قال بيان لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي "أوتشا"، إنه بناء على تقييم سريع أجرته "السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياها غير آمنة من نهر الفرات، واستخدام المياه الملوثة لري المحاصيل، مما يؤدي إلى تلوث الغذاء".
وأوضح البيان أن تفشي المرض "مؤشر على النقص الحاد في المياه في جميع أرجاء سوريا"، مشيراً إلى أنه ترافق مع استمرار انخفاض مستويات نهر الفرات، وظروف الجفاف وتدمير البنية التحتية للمياه".