دعت أربعة أحزاب منضوية في "الإدارة الذاتية" التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى تأجيل الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها الشهر الجاري.
وكانت "الإدارة الذاتية" قد حددت موعد إجراء انتخابات محلية في مناطق سيطرتها شمال شرقي سوريا بتاريخ 11 يونيو/ حزيران الجاري لاختيار رؤساء البلديات.
والأحزاب الأربعة التي دعت إلى تأجيل الانتخابات هي "حزب التحالف الوطني الديمقراطي السوري، وحزب التطوير والتغيير الوطني الديمقراطي، وحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) والحزب الوطني السوري" وفق ما نقلته "وكالة هاوار" التابعة لـ الإدارة الذاتية.
وقال مصدر مسؤول في الإدارة الذاتية لموقع تلفزيون سوريا إن "الإدارة الذاتية تدرس تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمى من جراء تصاعد وتيرة التهديدات التركية في حال إجرائها".
وأكد المصدر أن "دعوة الأحزاب الأربعة لتأجيل الانتخابات جاء بتوجيه من الإدارة الذاتية لتمهيد تأجيل الانتخابات حيث يتم مناقشة قرار التأجيل بشكل جدي في الوقت الحالي وسيتم الإعلان عن الموقف الرسمي خلال أيام".
وأوضح المصدر أن "الموقف الأميركي من الانتخابات شهد تغيراً واضحاً من جراء المعارضة التركية لها خلال الأسبوعين الماضيين".
وكشف المصدر أن "المبعوث الأميركي في مناطق شمال شرق سوريا عبّر في البداية عن دعم بلاده لإجراء الانتخابات البلدية في مناطق سيطرة قسد، وذلك قبل نحو شهر خلال اجتماع عقده عن بعد (أونلاين) مع عدد من مسؤولي أحزاب الإدارة الذاتية".
ولفت المصدر إلى أن "بيان الخارجية الأميركية الأخير بشأن موقفها من الانتخابات البلدية جاء مغايراً تماماً لموقفها السابق الداعم لإجراء الانتخابات المحلية".
وأوضح المصدر أن "الإدارة الذاتية" حصلت على دعم مشابه من فرنسا وبريطانيا عبر ممثلي خارجيتهما الموجودين في مناطق شمال شرق سوريا أو الوفود الأجنبية التي زارت المنطقة مؤخرا قبل أن تتغير مواقفهم انسجاماً مع موقف واشنطن.
"العمال الكردستاني" يضغط لإجراء الانتخابات
وتشهد الإدارة الذاتية حالة انقسام داخلي حول إجراء انتخابات البلدية المزمع عقدها الشهر الجاري بين مسؤولي حزب العمال الكردستاني من جهة ومسؤولي الإدارة الذاتية السوريين وأحزابها من جهة ثانية.
وقال رئيس أحد الأحزاب المتحالفة مع "قسد" لموقع تلفزيون سوريا إن "هناك مخاوف حقيقية لدى أحزاب الإدارة الذاتية ومسؤوليها من مغبة المضي قدماً بإجراء الانتخابات وسط تصاعد حدة التهديدات التركية والموقف السلبي من قبل الولايات المتحدة".
واعتبر المسؤول الكردي أن "موقف الخارجية الأميركية من إجراء الانتخابات، منح تركيا الضوء الأخضر للقيام بأي تصعيد عسكري ضد مناطق سيطرة قسد شمال شرقي سوريا في حال إجراء الانتخابات".
ولفت إلى إن "مسؤولي حزب العمال الكردستاني (الكوادر) يضغطون باتجاه إجراء الانتخابات غير مبالين بالنتائج الكارثية التي قد يتسبب فيها إجراؤها في الوقت الحالي ضمن التعقيدات التي تشهدها الساحة السورية وموقف الدول الإقليمية والولايات المتحدة منها".
وأشار المسؤول في حديثه إلى أن "تجربة إقليم كردستان العراق في إجراء استفتاء الاستقلال العام 2017 أكبر دليل على أن واشنطن مستعدة للتنازل عن حلفائها بسهولة في حال عدم الإصغاء لنصائحها".
واشنطن لا تدعم الانتخابات
قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن "أي انتخابات تجري في سوريا يجب أن تكون حرة ونزيهة وشفافة وشاملة، كما يدعو قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254"، مضيفاً أن الولايات المتحدة "لا تعتقد أن هذه الشروط متوفرة بالانتخابات في شمال شرقي سوريا".
وأشار المسؤول الأميركي إلى أن وزارة الخارجية الأميركية "نقلت ذلك إلى مجموعة من الجهات الفاعلة في شمال شرقي سوريا".
المجلس الكردي: انتخابات الإدارة الذاتية غير شرعية
من جانبه، أكد "المجلس الوطني الكردي" أن الانتخابات التي تستعد "الإدارة الذاتية" للقيام بها في مناطق سيطرتها شرقي الفرات "تتم في بيئة غير محايدة ومحسومة النتائج بشكل يرسخ سلطة وهيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي، التي تستند إلى عقد اجتماعي مؤدلج".
وفي بيان عقب اجتماعه في مدينة القامشلي نقلته منصة "الائتلاف الوطني السوري"، شدد "المجلس الوطني الكردي" على أن هذه الانتخابات "تفتقر إلى الشرعية".
انتخابات "الإدارة الذاتية" شمال شرقي سوريا
والسبت الماضي، أعلنت "الإدارة الذاتية" أن عدد المرشحين في الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في 11 حزيران الجاري بلغ 5536 مرشحاً، استُلمت طلباتهم وتمت الموافقة عليها.
وقالت المفوضية العليا للانتخابات في الإدارة الذاتية إن عدد مراكز الاقتراع في شمال وشرق سوريا بلغ 1792 مركزاً إلى جانب 2113 صندوقاً.
وتعتزم "الإدارة الذاتية" تنظيم الانتخابات على أساس ما تصفه بـ "العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا"، الذي أعلنته في 13 كانون الأول 2023، في خطوة نحو سعيها لتعزيز سيطرتها على مناطق شمال شرقي سوريا.