ملخص:
- قصف إسرائيلي على شمالي غزة أدى إلى مقتل 6 فلسطينيين وإصابة آخرين، وسط تهجير مستمر لأهالي المنطقة.
- المستشفى الوحيد في شمالي غزة يعاني من نقص حاد في الكوادر الطبية بعد اعتقالات الجيش الإسرائيلي، مما أدى إلى وفاة جرحى بسبب نقص العناية الجراحية.
- تواصل إسرائيل تنفيذ "خطة الجنرالات" لتهجير الفلسطينيين، مع قصف مستمر على مناطق شمالي القطاع وحصار شديد على جباليا.
- الجيش الإسرائيلي أسقط أكثر من 85 ألف طن من القنابل على غزة، مما سبب تلوثًا بيئيًا واسعًا، بما في ذلك تدمير الأراضي الزراعية وتلوث التربة والمياه.
- الاحتلال يوسع عملياته بالضفة الغربية، ما أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين وإصابة الآلاف، وسط تدهور بيئي ناجم عن المستوطنات والتدريبات العسكرية.
قتل 6 فلسطينيين وأصيب آخرون، اليوم الأربعاء، بقصف إسرائيلي استهدف منزلا ومدرسة تؤوي نازحين بمحافظة شمال غزة التي تشهد إبادة وتطهيرا عرقيا منذ 33 يوما، وسط استمرار "خطة الجنرالات" التي تهدف إلى تهجير أهالي شمالي القطاع إلى جنوبه.
وأفادت وكالة "الأناضول"، نقلاً عن مصادر محلية، بأن 5 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون بقصف إسرائيلي استهدف منزلا في بلدة بيت لاهيا، تم نقلهم من قبل مواطنين إلى مستشفيي المعمداني والعودة.
وفي جباليا، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي مستهدفاً مدرسة "حليمة السعدية"، ما أدى إلى مقتل فلسطيني وإصابة 5 آخرين.
وفاة الجرحى
في مستشفى "كمال عدوان"، وهو الوحيد في منطقة شمالي القطاع الذي لا يزال قيد الخدمة، يفقد المصابون والجرحى حياتهم بسبب نقص الكوادر الطبية وخاصة التخصصات الجراحية نتيجة لحملة الاعتقالات الإسرائيلية.
وأعلن مدير المستشفى حسام أبو صفية، اليوم، أن الجرحى الفلسطينيين يفقدون حياتهم لعدم وجود تخصصات جراحية قادرة على إنقاذهم، بعد اعتقال الجيش الإسرائيلي معظم الكادر الطبي خلال اقتحامه المستشفى، قبل 12 يوما.
وقال أبو صفية، إن الوضع ما يزال صعبا جدا، ونحن محاصرون داخل المستشفى، وقبل 12 يوما تم اعتقال معظم الكادر الطبي، ومن تبقى معي هما طبيبان وعدد من الممرضين.
وأضاف مدير المستشفى، "للأسف، فقدنا عددا من الجرحى لعدم وجود تخصصات جراحية، إذ إن معظم الحالات تحتاج لتدخل جراحي، وبعد اعتقال الطواقم لم يسمح الجيش الإسرائيلي بدخول طواقم جراحية".
ووصف أبو صفية، الوضع في المستشفى بأنه "خطير جداً"، مناشداً المؤسسات الدولية والإنسانية للتدخل العاجل.
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، انسحب في 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي من مستشفى كمال عدوان، مخلفا قتلى فلسطينيين ودمارا واسعا داخله وخارجه إثر اقتحامه نحو 24 ساعة.
"خطة الجنرالات" مستمرة
تتعرض مناطق شمالي قطاع غزة، منذ مطلع الشهر الماضي، لحملة "إبادة وتطهير عرقي، بقصف المنازل ومراكز الإيواء ونسف وتدمير وحرق أحياء سكنية ومنع إدخال الطعام والمياه والأدوية إلى المنطقة وسط أوضاع إنسانية وصحية كارثية.
ومنذ 5 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تنفذ إسرائيل "خطة الجنرالات" في شمالي القطاع عبر فصله عن وسط القطاع وجنوبه، والتي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين عبر التجويع والحصار.
ومنذ 33 يوماً، يواصل جيش الاحتلال القصف غير المسبوق على مناطق شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها"، في حين يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجيرهم.
وفرض الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع هذه العملية حصارا مشددا على المحافظة مانعا الدخول والخروج منها أو من أي منطقة أخرى لمخيم جباليا، إلا عبر حواجز نصبها حيث يتم تفتيش المواطنين النازحين لغزة والجنوب.
كما تسببت هذه الإجراءات الإسرائيلية المشددة في إخراج المنظومة الصحية عن الخدمة، وتوقف خدمات الدفاع المدني ومركبات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني.
إسرائيل تلقي 85 ألف طن من القنابل على غزة
بدورها، أعلنت سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي أسقط أكثر من 85 ألف طن من القنابل على قطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أسفر عن تدمير واسع وتلوث الأراضي الزراعية، ما يعيق الزراعة لعقود.
وفي بيان بمناسبة اليوم الدولي لمنع استخدام البيئة في الحروب والصراعات العسكرية الذي يصادف 6 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام بقرار من الأمم المتحدة، ذكرت السلطة أن "ما أسقط على غزة يتجاوز ما تم إسقاطه بالحرب العالمية الثانية".
وأضافت أن "قصف الاحتلال المستمر أدى إلى تدمير مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية وتلوث التربة بمواد كيميائية سامة تعيق الزراعة لعقود".
وأوضحت أن "الاحتلال استخدم بعدوانه جميع أنواع الأسلحة والقذائف، أبرزها الفوسفور الأبيض، الذي يحظره القانون الدولي، حيث يستهدف مكونات البيئة مسببا أضرارا بيئية جسيمة تهدد حياة الإنسان والكائنات الحية".
ولفتت إلى أن "الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية لمصادر المياه أدت إلى تسرب المياه الملوثة إلى الأحواض الجوفية، ما ينذر بكارثة صحية وبيئية تهدد مئات الآلاف من السكان لعقود".
وفي الضفة الغربية، أفاد البيان أن "المستوطنات والتدريبات العسكرية لجيش الاحتلال تشكل خطرا كبيرا على البيئة، إذ تتعرض مساحات شاسعة من الأراضي للاستيلاء والتجريف واقتلاع الأشجار والرعي الجائر".
وأضاف أن "المخلفات الناتجة عن تدريبات الاحتلال تلحق الضرر بمصادر المياه وتلوث الهواء، ما يؤدي إلى تفاقم التدهور البيئي، حيث تقدر المستعمرات بأنها تضخ نحو 40 مليون متر مكعب من المياه العادمة غير المعالجة سنويًا في الأرض الفلسطينية".
ودعت سلطة جودة البيئة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان المستمر ومنع استغلال البيئة لأغراض عسكرية، وتطبيق القوانين الدولية.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تشن إسرائيل، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية على غزة خلفت نحو 146 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وبالتزامن مع حرب الإبادة المتواصلة في قطاع غزة، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما صعد المستوطنون اعتداءاتهم، ما أسفر عن مقتل 777 فلسطينيا، إضافة إلى نحو 6 آلاف و300 جريح، وفق رصد مراسل الأناضول استنادا إلى بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.