حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، من أن الوضع الإنساني المرتدي بالفعل في سوريا يزداد سوءاً، مشدداً على أنه إذا لم يتم تجديد تفويض مرور المساعدات من تركيا إلى شمال غربي سوريا فقد لا ينجو ملايين السوريين من الشتاء.
وفي تقرير قدمه إلى مجلس الأمن، نقلته وكالة "أسوشيتد برس" أمس الإثنين، عن الاحتياجات الإنسانية في سوريا وفق القرار 2642 الذي يمدد تفويض دخول المساعدات إلى شمال غربي سوريا لمدة ستة أشهر حتى 10 كانون الثاني المقبل، قال غوتيرش إن المساعدات عبر الحدود "لا تزال جزءاً لا غنى عنه من العمليات الإنسانية للوصول إلى جميع المحتاجين".
وفي الوقت الذي ضغطت فيه روسيا لزيادة عمليات تسليم المساعدات الإنسانية عبر خطوط الصراع داخل سوريا، بعد سعيها لتقليص المساعدات عبر الحدود بهدف إلغائها، أكد غوتيرش على أنها "لا يمكن أن تحل محل حجم أو نطاق عمليات الأمم المتحدة الضخمة عبر الحدود".
وجدد المسؤول الأممي التحذير من أن "وقف عمليات التسليم عبر الحدود في منتصف أشهر الشتاء قد يخاطر بترك ملايين السوريين دون المساعدة اللازمة لتحمل الظروف الجوية القاسية"، مؤكداً على أن "المساعدات عبر الحدود تظل شريان حياة لملايين الأشخاص، وتجديد مجلس الأمن للقرار الذي يجيز استمرار التسليم ليس فقط حاسماً، ولكنه واجب أخلاقي وإنساني".
روسيا ضغطت لتنفيذ 374 مشروعاً للتعافي المبكر
ووفق تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، فإن روسيا "ضغطت من أجل مشاريع التعافي المبكر في سوريا"، موضحاً أنه "تم تنفيذ 374 مشروعاً على الأقل في جميع أنحاء البلاد منذ كانون الثاني الماضي، واستفاد منها بشكل مباشر أكثر من 665 ألف شخص"، لكنه أشار إلى أن "هناك حاجة إلى مزيد من التوسع".
وأضاف التقرير أن "7.5 ملايين سوري يعيشون في مناطق غير خاضعة لسيطرة النظام السوري، وبشكل رئيسي عبر الشمال، مع عدد قليل في مخيم الركبان، 6.8 ملايين منهم يحتاجون إلى مساعدات إنسانية بسبب الأعمال العدائية والنزوح الواسع النطاق".
وقال غوتيريش إنه "بعد 11 عاماً من الصراع، لا يزال البلد يضم أكبر عدد من النازحين داخلياً في العالم، مما يؤدي إلى واحدة من أكبر أزمات اللاجئين في العالم، ويستمر الوضع الإنساني في التدهور"، موضحاً أن "الوضع السيئ بالفعل تفاقم بسبب انتشار الكوليرا في جميع أنحاء البلاد، ووباء كورونا، والاقتصاد المتدهور والمناخ والصدمات الأخرى التي يسببها الإنسان".
15.3 مليون سوري يحتاجون إلى مساعدات إنسانية
وأشار الأمين العام إلى أنه "نتيجة لهذه التحديات، فإنه من المتوقع في العام 2023 أن يحتاج 15.3 مليون شخص من إجمال يعدد السكان البالغ 22.1 مليوناً إلى مساعدات إنسانية، مقارنة بـ 14.6 مليون شخص في العام 2022"، مضيفاً أن "هذا أعلى مستوى للأشخاص المحتاجين منذ بداية الصراع".
وفي الشمال الغربي، هناك 4.1 ملايين شخص، 80 % منهم من النساء والأطفال، من أصل 4.6 ملايين نسمة، يحتاجون إلى مساعدات إنسانية لتلبية احتياجاتهم الأساسية، وفق الأمين العام للأمم المتحدة.
وأظهرت بيانات الأمم المتحدة وشركاؤها من 34 ألف أسرة، في تموز وآب الماضيين، حول الاحتياجات الإنسانية، أن 85 % من الأسر كانت غير قادرة تماماً، أو غير قادرة بشكل كافٍ على تلبية احتياجاتها الأساسية، بزيادة من 75 % من العام 2021.
ولفت التقرير الأممي إلى العام 2022 شهد زيادة بنسبة 48 %، عن العام 2021، في سوء التغذية الحاد الوخيم بين الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و5 سنوات، موضحاً أن 25 % على الأقل من الأطفال دون سن الخامسة يعانون من التقزم، ويواجهون خطر حدود أضرار لا رجعة فيها.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن "من المتوقع أن يؤدي الطقس الشتوي إلى تفاقم الوضع بالنسبة لملايين السوريين، ومن بين الفئات الأكثر ضعفاً أولئك الموجودون في الشمال الغربي، الذين يعتمدون على إيصال المساعدات عبر الحدود، ويواجهون ظروفاً إنسانية متدهورة بسبب الأعمال العدائية المستمر، وتدهور الوضع الاقتصادي المتأزم".