حذّر منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سوريا، مارك كتس، من أن وقف العمل بآلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا "سيكون كارثياً في غياب أي بدائل"، مشيراً إلى أن عدم تجديد تفويض الأمم المتحدة "من شأنه أن يقوّض الجهود الرامية لمنع وصول الإغاثة إلى غير مستحقيها".
وفي تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، قال كتس إن "الفشل في تجديد القرار سيكون كارثياً، إذ لا خيار متوافرا حالياً يمكن أن يشكل بديلاً عما تقوم به الأمم المتحدة راهناً على مستوى الحجم أو النطاق".
وأضاف المسؤول الأممي أنه "نحن نعلم أن الأمور باتت أكثر تسييساً هذا العام من السنوات السابقة"، مشيراً على أن "التوترات شديدة للغاية مع الحرب في أوكرانيا".
وشدد منسق الأمم المتحدة الإقليمي في سوريا على أن المنطقة تضم "واحدة من الفئات السكانية الأكثر هشاشة في أي مكان في العالم"، مضيفاً أنه "من الضروري للغاية أن نحافظ على استمرار شريان الحياة هذا".
موسكو تقترح التمديد لستة أشهر
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر دبلوماسية في نيويورك قولها إن روسيا وزعت على أعضاء مجلس الأمن مشروع قرار يمدد التفويض ستة أشهر، فيما كانت النروج وإيرلندا، اللتان تديران ملف المساعدات الإنسانية على سوريا، اقترحتا قبل ذلك تمديد الآلية لمدة سنة.
ووفق ما قال مسؤولو إغاثة بارزون للوكالة، دون أن تسمهم، فإنه "في حال استخدام روسيا حق النقض، فإن من بين البدائل المطروحة إيصال مساعدات عبر دمشق أو تشكيل منظمات الإغاثة الدولية لتحالف يعمل على مواصلة تقديم مساعدات عبر الحدود".
لا بديل عن الآلية عبر الحدود
ورفض منسق الشؤون الإنسانية الأممي في سوريا الإفصاح عن خطط الأمم المتحدة في حال استخدمت روسيا حق النقض، مؤكداً على أنه "لا يمكن للمساعدات عبر الخطوط أن تحل مكان آلية إدخال المساعدات عبر الحدود، التي تساهم بشكل كبير في التخفيف من المخاطر وفي عملية الإشراف والمراقبة".
وأكد المسؤول الأممي على أنه "ينصبّ تركيزنا دوماً على ضمان وصول المساعدات إلى الناس الذين يحتاجونها والحؤول دون وقوعها بأيدي المجموعات المسلّحة".
وأشار كتس إلى أنه "من دون دور للأمم المتحدة، ستكون هناك مساءلة أقل وشفافية أقل في عملية الاستجابة الشاملة، ومن الصعب ضمان ما سيكون الوضع عليه".
وحول إصرار روسيا تقديم المساعدات عبر مناطق سيطرة النظام السوري، قال منسق الشؤون الإنسانية الأممي في سوريا إن "خمس عمليات مماثلة فقط جرى تنظيمها حتى الآن"، مشدداً على أنه "نحاول الحصول على أكبر عدد ممكن من الطرق، لكن المنطقة تبقى منطقة حرب ويعتمد الوصول عبر خطوط الإمداد دائماً على التعاون بين أطراف النزاع".
وفي وقت سابق، حذّر منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية من أن استخدام روسيا حق النقض لمنع تمديد تفويض المساعدات الإنسانية عبر الحدود سيتسبب بوفيات في شمال غربي سوريا.
انتهاء العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود
ويصوّت مجلس الأمن الدولي، غداً الخميس، على تجديد تفويض العمل بآلية المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى سوريا، التي تنتهي في 10 من تموز الجاري.
وتزايدت المخاوف في الأشهر الأخيرة من تفاقم الوضع الإنساني في شمال غربي سوريا، حيث قد تجبر روسيا على إيصال المساعدات الإنسانية للشمال الغربي عبر الخطوط من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري.
وتقدر الأمم المتحدة أن 14.6 مليون سوري يعتمدون الآن على المساعدات الإنسانية، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق، ويواجه 12 مليون شخص في جميع أرجاء سوريا الآن انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وهي زيادة مهولة بنسبة 51 % منذ عام 2019.