أكدت الأمم المتحدة على ضرورة تمديد تفويض دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر الحدود لمدة 12 شهراً، مشددة أن السوريين بحاجة إلى دعم المجتمع الدولي الآن أكثر من أي وقت مضى خلال 12 عاماً الماضية.
وفي تصريحات خلال إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي، قالت نائبة مدير مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، غادة الطاهر مضوي، إن "الأزمة الإنسانية في سوريا يجب أن تظل أولوية عالمية"، مضيفة أن "الغالبية العظمى من السوريين يواجهون تحديات يومية لتلبية أبسط الاحتياجات مثل الغذاء والصحة والمأوى".
وأوضحت مضوي أن "15.3 مليون شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في جميع أنحاء البلاد، وهم يمثلون نحو 70 % من سكان سوريا"، مشيرة إلى أنه "لأول مرة في تاريخ الأزمة، يعاني الناس في كل منطقة فرعية في سوريا من درجة معينة من الضغوط الإنسانية".
14.8 مليار دولار احتياجات التعافي
ولفتت المسؤولة الأممية إلى أن كارثة الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا في شباط الماضي "ضاعف من هذا الوضع الإنساني الكئيب بالفعل، مع بقاء أكثر من 330 شخصاً في حالة نزوح، والآلاف غيرهم لا يحصلون على الخدمات الأساسية وسبل العيش".
وذكرت مضوي أنه "بينما تواصل الأمم المتحدة وشركاؤها بذل جهود واسعة النطاق للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً، فإن استمرار الدعم من المانحين ومجلس الأمن سيكون حاسماً لتلبية الاحتياجات الأساسية المستمرة".
وأضافت أن "التقييم الأولي لاحتياجات التعافي من الزلزال في سوريا قدر تقريباً بنحو 9 مليارات دولار من الأضرار والخسائر، و 14.8 مليار دولار في احتياجات التعافي خلال فترة السنوات الثلاث المقبلة".
تمديد التفويض عبر الحدود مسألة حياة أو موت
وشددت المسؤولة الأممية على أن التمديد لمدة 12 شهراً لتفويض مجلس الأمن لآلية المساعدات الإنسانية عبر الحدود "أمر لا غنى عنه"، محذرة من أن "هذه مسألة حياة أو موت بالنسبة لملايين الأشخاص في شمال غربي سوريا".
وأشارت إلى أن "الوضع في سوريا هش للغاية، والاحتياجات كبيرة للغاية، والعديد من الأرواح معرضة للخطر لعدم ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام عبر جميع الوسائل الممكنة، بما في ذلك العمليات عبر الحدود وعبر الخطوط".
ودعت إلى "مزيد من التضامن وزيادة التمويل الإنساني بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح ومنع المزيد من المعاناة"، مؤكدة أنه "بينما تتواصل الجهود لتحقيق حل سياسي دائم، يجب علينا ضمان تلبية الاحتياجات العاجلة المنقذة للحياة، وتزويد مشاريع التعافي بالموارد الكافية".