شدد رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، آخيم شتاينر، على أهمية تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة وجهود تعزيز التعافي في سوريا وتركيا المتضررتين من الزلزال، مؤكداً على "التزام المنظمة الأممية بتكثيف ونشر أصولها عبر المجالات التنموية والإنسانية للوقوف مع البلدين وتقديم المساعدة للمجتمعات فيهما".
وفي كلمة له خلال مشاركته في مؤتمر المانحين الدوليين لدعم سوريا وتركيا عقب كارثة الزلزال، أمس الإثنين، شدد شتاينر على أن "الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش أمر لا بد منه لتحقيق انتعاش أكثر استدامة لتجنب تعميق الضعف".
وأوضح المسؤول الأممي أن "هذا يعني تقديم المساعدة الطارئة لتمكين الناس من البقاء على قيد الحياة يوماً بعد يوم، ودائماً الأولوية رقم واحد"، مضيفاً أن ذلك "يشمل أيضاً المساهمة بالأموال التي سيحتاجون إليها لبدء العودة إلى الحياة الطبيعية، وبدء العمل مرة أخرى، والبدء في إعادة تجميع المجتمعات التي أصبحت في حالة خراب من حولهم".
نداء الطوارئ الأممي 17 % لتركيا و 73 % لسوريا
وعن نداء الطوارئ الذي أطلقته الأمم المتحدة لكلا البلدين، قال شتاينر إن نداءً بقيمة مليار دولار لتركيا تم تمويله بنسبة أقل من 17 %، في حين أن نداء عاجلاً بقيمة 398 مليون دولار لسوريا تلقى حتى الآن ما يقرب من 290 مليون دولار، أي نحو 73 %.
وذكر أن المنظمة الأممية "تستند إلى القيادة والتضامن والكرم من المانحين الدوليين للمساعدة في توليد تمويل كبير لمبادرات التعافي، والتي تشمل إزالة الأنقاض، واستعادة الدخل وسبل العيش، وإعادة تأهيل البنية التحتية الحيوية".
وخاطب رئيس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المانحين بالقول إنه "في هذه اللحظة المأساوية لشعب تركيا وسوريا، سيساعد دعمكم على إضاءة الشموع التي ستنير مخرجاً من هذا الظلام، وهذه الشموع لا يمكن أن تومض، يجب أن تنير الطريق إلى التعافي".
بنلمليح: لنركز على الناس وليس على السياسة
من جانبه، قال منسق الشؤون الإنساني المقيم في سوريا، المصطفى بنلمليح، إنه "بالنسبة للسوريين، كان الزلزال شبيهاً بتأثير جائحة كورونا، التي أصابت جسداً مريضاً أضعفته 12 عاماً من الحرب".
وأشار بنلمليح إلى أن "نحو 500 ألف سوري نازحون الآن، في حين فقد آلاف آخرون إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية وسبل العيش، بالإضافة إلى أن الملاجئ والمخيمات والمستوطنات العشوائية مكتظة، والعنف وسوء المعاملة في ازدياد، وخطر الكوليرا يلوح في الأفق".
وأضاف أن "آلاف الرجال والنساء والأطفال والأيتام والمستضعفين بحاجة إلى مأوى وطعام وأدوية وبطانيات ومراحيض ومياه وكهرباء وصرف صحي وتعليم وخدمات صحية وحماية"، مؤكداً أنه "قبل كل شيء، هم بحاجة إلى الكرامة والوظائف والخيارات المشروعة في الحياة، فإذا تركوا بدون خيارات، فسيبحث الناس عن بدائل في مكان آخر".
وحذّر منسق الشؤون الإنسانية من "العمل كالمعتاد، حيث يجب أن تنتشل المساعدة السوريين من براثن الفقر، وتقلل نقاط ضعفهم، وتكسر حلقة اعتمادهم على المساعدات"، مشدداً على أنه "يجب علينا التركيز على الناس وليس على السياسة".
مؤتمر بروكسل للمانحين
واختتمت أمس الإثنين أعمال مؤتمر بروكسل للمانحين الذي استضافه مجلس الاتحاد الأوروبي، برئاسة السويد، بمشاركة أكثر من 60 دولة، بالإضافة إلى المنظمات الدولية والأوروبية والشركاء، لتقديم الدعم لمنكوبي الزلزال في سوريا وتركيا.
ويهدف المؤتمر إلى زيادة التمويل من المانحين الدوليين لمساعدة ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال غربي سوريا في 6 من شباط الفائت، في حين لم توجه الدعوات إلى النظام السوري وروسيا لحضور المؤتمر.
وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن قيمة التعهدات بلغت 7 مليارات يورو، أكثر من 6 مليارات منها لتركيا، و950 مليون يورو لسوريا.