يعد معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا شريان الحياة للأهالي في مناطق شمال غربي سوريا، والذي يسعى النظام وروسيا لإغلاقه عبر استخدام روسيا لحق الفيتو.
وقال نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية مارك كاتس إن واقع السكان في جميع أرجاء سوريا سيئ منذ نحو 10 سنوات، مضيفاً أن الأهالي في شمال غربي سوريا معظمهم من النساء والأطفال ويعيشون معاناة يومية حيث تمت محاصرتهم على طول الحدود مع تركيا.
وأوضح أنه فر أكثر من 2.7 مليون شخص إلى شمال غربي سوريا بحثاً عن الأمان بعد أن حاصرتهم قوات النظام في أماكن مثل حلب أو الغوطة الشرقية أو حمص أو الرقة.
وأشار إلى أن حياتهم تعتمد على مساعدات الأمم المتحدة التي تحتوي على الطعام والأدوية وغيرها والتي ترسلها عبر شاحنات إلى معبر باب الهوى، لافتاً إلى أن المجتمع الدولي لم يتمكن من وقف "المذبحة" في سوريا لكنه نجح في إبقاء الناس على قيد الحياة من خلال توفير الغذاء الأساسي والإمدادات الطبية والمأوى لهم.
"من دون مساعدة الأمم المتحدة سيموت الأطفال جوعاً"
قالت أم أيهم التي تعيش مع أطفالها الخمسة في أحد مخيمات النازحين إن "إغلاق معبر باب الهوى يعد بمنزلة الموت لنا لأن دواء السكري والضغط وطعام الأطفال يأتي عبر الحدود.
وبيّن كاتس أنه عمل في عدد من مناطق الصراع على مدى العقود الثلاثة الفائتة كـ (أفغانستان والبوسنة وإريتريا وإثيوبيا والعراق وميانمار والصومال وجنوب السودان والسودان والضفة الغربية وغزة) لكن شمال غربي سوريا هو أحد أكثر الأوضاع الإنسانية البائسة التي رآها على الإطلاق.
وقال الدكتور محمد الطويش منسق طبي ميداني في شمال غربي سوريا إن "الفقر في كل مكان"، مشيراً إلى أنه منذ نحو الأسبوع احتاجت امرأة حامل إلى عملية جراحية في مستشفى للولادة و "لم يكن لدى زوجها القدرة المالية على شراء كيس دم لها من بنك الدم حيث تبرع الموظفون بسعره".
وأكد أنه من دون مساعدة الأمم المتحدة سيموت الأطفال جوعاً وسوف ينتشر فيروس كورونا في المخيمات وسيكون هناك عنف ومزيد من النزوح.
الحاجة إلى المساعدات الإنسانية تزداد شمال غربي سوريا
أفاد أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة في مجلس الأمن في 23 حزيران الفائت أنه على الرغم من الاستجابة الهائلة للأمم المتحدة في سوريا وفي جميع أرجاء المنطقة هناك حاجة إلى مزيد من وصول المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إليها.
وبيّن أن الأمم المتحدة يمكن أن تفعل المزيد لمساعدة العدد المتزايد من الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية شمال غربي سوريا، متمنياً أن يكون هناك حل سياسي لـ "الصراع في سوريا".
ويخشى معظم الأشخاص العودة إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام الذين فروا منها حيث لا يمكنهم عبور الحدود بشكل قانوني إلى تركيا التي تستضيف لاجئين سوريين، ليجد الأهالي في شمال غربي سوريا أنفسهم محاصرين في منطقة حرب مرة أخرى لكن هذه المرة لم يعد هناك مكان يفرون إليه.