أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفثيس، أن هناك تقدماً في نقل المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة عبر خطوط الصراع في سوريا.
وخلال إحاطة له في جلسة لمجلس الأمن الدولي حول آخر التطورات الإنسانية في سوريا، قال غريفثيس إنه "بالإضافة إلى المساعدات عبر الحدود، تواصل الأمم المتحدة العمل مع الشركاء لزيادة المساعدة عبر الخطوط"، مضيفاً "يسعدني أن أبلغكم أنه تم بالفعل إحراز تقدم."
ووفق المسؤول الأممي، فإنه في شمال شرقي البلاد، بين كانون الثاني وتموز، عبرت 1,588 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية الخطوط، بمعدل 227 شاحنة في الشهر، مقارنة مع 199 شاحنة في الشهر خلال الفترة نفسها من العام 2020.
كما ساعد الشركاء الإنسانيون 791,000 شخص كل شهر عبر الخطوط، في الشمال الشرقي بين كانون الثاني وأيار، مقارنة بـ 602,000 شخص في نفس الفترة من العام 2020.
وأوضح غريفثيس أن "الأمم المتحدة تبحث مع شركائها في كل فرصة لإنشاء وصول إنساني عبر الخطوط باتجاه الشمال الغربي".
ودعا المسؤول الأممي إلى "إحراز مزيد من التقدم لتوسيع الاستجابة الشاملة مع استمرار نموّ الاحتياجات الإنسانية، لا سيما ما يتعلق بالمواد الصحية والطبية وكذلك انعدام الأمن الغذائي وسبل العيش".
ووفق إحاطة غريفثيس، تصل الأمم المتحدة شهرياً إلى 6.6 ملايين شخص في جميع أرجاء البلاد، لكن الاحتياجات تفوق بكثير نطاق الاستجابة، وتحتاج الأمم المتحدة إلى مزيد من الدعم لرفع المعاناة عن سوريا.
وأشار المسؤول الأممي إلى أنه حتى 23 من آب الجاري، تلقت الأمم المتحدة والشركاء نحو ربع التمويل المطلوب (27 %)، ضمن خطة الاستجابة الخاصة بسوريا للعام 2021.
وأعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفثيس، أنه يعتزم التوجه إلى سوريا ولبنان وتركيا في الفترة المقبلة "ليكتسب فهماً أعمق لتعقيدات الأزمة الإنسانية في سوريا، إضافة إلى التحديات والفرص".
الاحتياجات الإنسانية في أعلى المستويات منذ 10 سنوات
وحول تأثير تصاعد العمليات العسكرية والأزمة الاقتصادية على الأزمة الإنسانية، قال غريفثيس، إن "الأعمال العدائية المستمرة في سوريا، والأزمة الاقتصادية ونقص المياه وجائحة كورونا، تدفع بالاحتياجات الإنسانية لملايين الأشخاص الضعفاء بالفعل، إلى بعض أعلى المستويات منذ بداية الصراع".
وأضاف غريفثيس أنه "بعد 10 سنوات من النزاع، لا يزال المدنيون في جميع أرجاء سوريا يتحملون مصاعب خطيرة استمرت لفترة طويلة"، موضحاً أنه "على وجه الخصوص، تعاني النساء والأطفال من صدمات جسدية وسيكولوجية خلال أعوام الصراع، وثمة تقارير عن أن العائلات تلجأ بشكل أكبر إلى الزواج المبكر لإعالة بناتها بسبب حالة عدم اليقين".
أكبر عملية نزوح في شمال غربي سوريا منذ وقف إطلاق النار
وخلال شهري حزيران وتموز الماضيين، سجّل مكتب المفوضية العليا لحقوق الإنسان وفاة 153 مدنياً على الأقل، وإصابة 280 آخرين، كثير منهم نساء وأطفال، خلال الأعمال العدائية في عموم سوريا، كما تسبب التصاعد في الغارات الجوية والقصف في شمال غربي البلاد بمقتل 53 مدنياً خلال الفترة نفسها، فضلاً عن تدمير البنية التحتية، ونزوح أكثر من 20 ألف شخص.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن "هذه أكبر عملية نزوح منذ وقف إطلاق النار المعلن عنه في آذار من العام 2020."
وفي شمال شرقي البلاد، تواصل القصف منذ 18 من آب في أبو راسين ورأس العين والقرى المحيطة بشمال تل تمر، وهو ما أدى إلى نزوح 8,000 شخص، وفق تقارير الأمم المتحدة.
معدلات انتشار "كورونا" ما تزال مرتفعة
وعن جائحة "كورونا"، أشار المسؤول الأممي إلى أن معدلات انتقال الفيروس ما تزال مرتفعة في سوريا، وربما تتجاوز بكثير السجلات الرسمية، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل، موضحاً أن التطعيم في سوريا مستمر، مع إعطاء الأولوية للعاملين الصحيين.
ووفق البيانات الأممية، تم توزيع أول شحنة من اللقاحات بمقدار 256,800 جرعة، ولغاية 23 آب الجاري، تم تطعيم 218,900 شخص في المناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد في شمال شرقي سوريا، وتطعيم أكثر من 58,000 شخص في شمال غربي البلاد، في حين نقلت الشحنة الثانية من اللقاحات في 15 من آب الجاري.
ومن جانب آخر، أكد غريفثيس على أهمية إعادة منح التصريح لدخول المساعدات الإنسانية لأكثر من 3.4 ملايين شخص بحاجة إلى المساعدة، بما في ذلك مليون طفل، مشيراً إلى أن "المساعدة الإنسانية عبر الحدود تظل بمنزلة شريان الحياة لملايين الأشخاص في المنطقة وخارجها."
ووفق المسؤول الأممي، فإنه من المقرر أن تزداد العمليات في الأسابيع المقبلة، مع إرسال مزيد من المواد الغذائية وبدء أنشطة الشتاء.
فقدان سبل العيش أجبر الأسر على تقليل وجبات الطعام
وحول الأمن الغذائي، أوضح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية أنه كان لفقدان الدخل وفرص العمل تأثير سلبي على الأمن الغذائي، بعد تحسن طفيف في نيسان وأيار الماضيين، مشيراً إلى أن وضع الأمن الغذائي تدهور مرة أخرى في شهري حزيران وتموز، مع زيادة بنسبة 15 % في استهلاك الغذاء غير الكافي على مستوى البلاد مقارنة بشهر تموز من العام 2020.
وأضاف المسؤول الأممي أن "ارتفاع أسعار السلع الأساسية وفقدان سبل العيش أجبر مزيدا ومزيدا من الأسر على تقليل وجبات الطعام، واعتماد استراتيجيات مواجهة سلبية أخرى"، مشيراً إلى أن الأسر التي ترأسها النساء تتأثر بشكل خاص.
ضخ محطة علوك ما يزال محدوداً
وبحسب غريفثيس، فإنه من المتوقع أن يؤدي نقص المياه في نهر الفرات، والذي تفاقم بسبب الظروف الشبيهة بالجفاف، إلى إتلاف المحاصيل وتفاقم الوضع الغذائي، وتفاقم مخاوف الصحة العامة.
وأوضح أن السكان يعانون من فقدان سبل العيش في وقت لا يستطيعون فيه دفع ثمن حتى أبسط المواد الغذائية، مشيراً إلى أن ضخ المياه في محطة علوك في محافظة الحسكة "ما يزال محدوداً".
مشكلات أمنية في مخيم الهول
وفي مخيم الهول شمال شرقي سوريا، أشار المسؤول الأممي إلى استمرار المشكلات الأمنية هناك، حيث وقعت 69 حالة قتل و12 محاولة قتل بحسب التقارير منذ كانون الثاني الماضي.
وأوضح غريفثيس أنه "تصاعد قتل وتهديد النساء والفتيات في المخيم في حزيران وتموز الماضيين، مما زاد من مناخ الخوف."
وأشار إلى أنه "بقي في المخيم 59,000 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وواحد من بين كل خمسة من سكان المخيم هم أطفال دون سن الخامسة".