شهدت العاصمة الروسية موسكو تدشين نصب تذكاري للأمير عبد القادر الجزائري، بالتزامن مع زيارة أجراها رئيس الجزائر عبد المجيد تبّون إلى روسيا بدعوة من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، منذ الثلاثاء الماضي واستمرت لثلاثة أيام.
ووفق "الإذاعة الجزائرية"، فقد دشّنت الحكومة الروسية يوم الأربعاء الفائت نصباً تذكارياً للأمير عبد القادر الجزائري في ساحة العاصمة، بحضور تبّون ووزير الزراعة الروسي دميتري باتروشيف ومحافظ موسكو سرقاي تشريومين.
ويعد نصب الأمير الجزائري أول مَعلم تذكاري لقائد عربي ومسلم في تاريخ موسكو, وذلك "تقديراً لإسهاماته ودوره في نشر قيم التسامح وحوار الأديان ومبادئ الإنسانية".
وجاء في النصّ المكتوب على النصب التذكاري: "ساحة الأمير عبد القادر الجزائري (1883-1808)؛ بطل وطني، ومؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، وفارس من وسام النصر الأبيض الروسي، نظير دوره في حماية أعضاء القنصلية الروسية في دمشق سنة 1860. دُشن في حزيران 2023".
حفيد الأمير الجزائري محكوم بالإعدام داخل سجون الأسد
وفي الوقت الذي كرّم فيه بوتين الأمير عبد القادر الجزائري بنصب تذكاري في قلب العاصمة الروسية، يقبع الأمير محمد خلدون الحسني الجزائري، حفيد عبد القادر، داخل أحد أقبية نظام الأسد منذ نحو 11 عاماً، في انتظار تنفيذ حكم إعدام صادر بحقه.
واستنجدت عائلة خلدون في سوريا برئيس الجزائر السابق عبد العزيز بوتفليقة للتدخل لدى رئيس النظام للإفراج عنه، وقالت في رسالة وجهتها إلى بو تفليقة: "نحن آل الأمير عبدالقادر الحسني الجزائري المقيمين في دمشق الشام منذ قدوم الأمير إليها إلى الآن. نناشد فخامتكم بالتدخل سريعاً لإبعاد عائلتنا عن شبح الحرب الطائفية التي تدور رحاها في سوريا والتي تستهدف فيما تستهدفه العلماء الرموز فيها وعلى رأسهم الأمير خلدون بن العالم النووي مكي الحسيني الجزائري والذي اعتقل منذ شهرين".
وأضافت: "نحن إذ نهيب بفخامتكم أن تتكرموا بالتحرك سريعاً لإنقاذ هذا الأمير، نعلم علم اليقين بأنكم لن تتركوا أبرز علماء آل الأمير يقضي ظلماً في أتون حرب طائفية بعد أن حكم عليه في محكمة عسكرية بالإعدام ظلماً وزوراً لا لشيء سوى لأنه علم من الأعلام المنافحين عن حقوق الأمة الذائدين عن حياضها شهد بذلك القاصي والداني...".
وكانت أجهزة استخبارات النظام قد اعتقلت حفيد الأمير عبد القادر، في مطلع حزيران 2012 من أمام منزله بمشروع دمر بدمشق، مع مصادرة سيارته، قبل أن تقتاده إلى مكان مجهول.
وفي آب من نفس العام، وجّهت صحيفة "الخبر" الجزائرية رسالة استغاثة ذكرت فيها أن الأمير محمد خلدون الحسني الجزائري صدر بحقه حكم بالإعدام من محكمة عسكرية. كما أطلق متضامنون مع حفيد الأمير عبد القادر، قائد وشيخ المقاومة الجزائرية، صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو إلى فكّ أسره والانتقام من رئيس النظام السوري وأجهزته الأمنية.
وذكرت بعض صفحات المتضامنين حينذاك، وجود تسريبات تؤكد عزم النظام السوري على إعدام الأمير الجزائري خلدون. وناشدت المنظمات الإنسانية والحقوقية بالتدخل لإطلاق سراحه فوراً.
من هو الأمير محمد خلدون الجزائري؟
ووفق ما ورد في حساب حفيد الأمير عبد القادر في فيس بوك، فإنه من مواليد عام 1970 وهو طبيب أسنان جرّاح، وفقيه ومجاز في الفتوى على مذهب الإمام مالك، وجامع للقراءات العشر، وخبير في الأنساب وأنساب آل البيت خصوصاً، ومتخصص في تاريخ جده الأمير عبد القادر الجزائري وسيرته.
وخلدون هو ابن الأمير مكي الحسني صاحب أول دكتوراه نووية في الوطن العربي وأمين مجمع اللغة العربية. ويصل نسبه إلى عبد الباقي بن محمد السعيد الأخ الأكبر للأمير عبدالقادر الجزائري، ومن جهة الأم فنسبه يصل إلى عبد المجيد ابن الأميرة كلثوم خانم بنت الأمير عبد القادر الجزائري.