يواجه اللاجئون السوريون في لبنان زمهرير الشتاء الذي لا يرحم والفقر المدقع منذ سنوات، ويتحمل اليوم اللاجئون في سهل البقاع عبءَ الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلد الذي يستضيفهم، الأمر الذي يفاقم معاناتهم.
فبعد أشهر من الاحتجاجات العامة في لبنان، غاص البلد في أزمة مالية عميقة، وتسبب نقص الدولار في فرض البنوك قيوداً على ودائع عملائها ومنع التحويلات النقدية للخارج واللاجئون السوريون ليسوا استثناء من هذه المعضلة.
وقال لاجئ سوري في لبنان لـ وكالة رويترز وهو أب لأربعة أطفال "السنة الوضع كثير صعب. صعب وضع البلد هنا على اللاجئين السوريين، صعب حيل (جدا)، من كل شيء، بالمواد، بالتصريف. كل سنة يبعثوا لهم مازوت، السنة ما بعثوا لهم، فيه ناس بعثوا لها وفيه ناس ما بعثوا لها. وبالمواد خصوصا، خاصة من ما صارت المظاهرات وجاي وغليت بكل شيء. أقول لك تجيب الغرض كنت أول بسعر، بتجيبه هسا (الآن) بالدوبل (ضعف السعر). عرفت شنو، كنت تلاقي شغلات كثيرة، كنت الأول تروح تشتغل على بيروت تسد حالك شوية. ما ظل شغل ولا حاجة".
وأضاف الخوجة "آخر شيء يقول لك أنت سوري، إيش جايبك علينا... إذا بتسأل واحد سوري تقول له ايش لونك وايش لون اللبنانية معك يجوز يجاملك مجاملة يقول لك لا زينين، أنا أقول لك لا ما هم زينين".
وتقول مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها في لبنان بلغ نحو 914 ألف لاجئ بحلول كانون الأول 2019. ويعتمد هؤلاء بشدة على قسائم مساعدات مدفوعة بالدولار.
لكن منذ أصابت أزمة نقص الدولار الاقتصاد اللبناني بالشلل، تُدفع تلك القسائم للاجئين حاليا بالليرة اللبنانية، وبالتالي أصبح الدعم المتوفر لهؤلاء اللاجئين قليلا.
اقرأ أيضا: آخر تطورات القضية.. فيديو جديد لجريمة القتل بفيلا نانسي عجرم
ويقول لاجئ سوري يعيش في لبنان منذ سبع سنوات يدعى يونس خميس حمدو إن آخر شهرين كانا الأسوأ في فترة إقامته بالبلد. وساءت ظروفه بشدة لدرجة أنه أصبح يريد العودة إلى سوريا.
وقالت المفوضية لرويترز إن نحو 73 في المئة من عائلات اللاجئين السوريين في لبنان كانت تحت خط الفقر في عام 2019، ارتفاعاً من 68 في المئة في عام 2018.
وتضيف المفوضية أن 19 في المئة من أُسر اللاجئين السوريين في لبنان تتلقى 260 ألف ليرة لبنانية لـ كل أسرة (نحو 172 دولارا) شهريا من المفوضية والمنظمات الشريكة.
وتوضح أن عدم القدرة على تحمل نفقات الإيجار والخدمات الطبية والطعام والملابس من بين الأسباب الرئيسية لاتخاذ كثير من اللاجئين السوريين قرارا بالعودة إلى سوريا. وتتابع أن بعضهم يشير كذلك للظروف الحالية في لبنان كسبب للعودة إلى بلدهم.