لم يعد مستغرباً في هذا الوضع الاقتصادي الصعب في مناطق سيطرة النظام السوري أن تعمل الفتيات بمهن شاقة وصعبة أو كانت حكراً على الرجال، أو أن تجبر الطالبات الجامعيات للعمل بما يعرف بـ "تكسي الموتور" في العاصمة دمشق، نظراً للأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشها الأهالي.
أزمة الوقود المستمرة في سوريا، وارتفاع أسعارها بشكل كبير، أدى لارتفاع كبير في أجور المواصلات، وانخفاض عدد سيارات التكسي، ما أدى لانتشار ظاهرة "تكسي الموتور" خاصة في دمشق.
سائقات "تكسي الموتور" في دمشق
هديل طالبة جامعية تملك دراجة نارية تحاول استغلالها بتوصيل الطلبات لتأمين مصاريف دراستها، وقالت لموقع "أثر برس المقرب من النظام السوري: "في البداية تعلمت قيادة الموتور لأنه كان حلماً لي وهذه الآلية ملكي؛ إذ شجعني زملائي في الجامعة ذكوراً وإناثاً على العمل بتوصيل الطلبات فرأيتها فكرة جيدة لأحصّل مصروفي الذي بات كبيراً، فطالب الجامعة يحتاج يومياً إلى ما يقارب 15 ألف ليرة ثمن مواصلات ناهيك عن المحاضرات وشراء أي شيء آخر قد يضطر له".
وأَضافت: "زبوناتي من الجنس اللطيف فقط؛ ولست مضطرة لتوصيل أي شاب يجلس خلفي حتى لا أتعرض للمضايقات؛ وفي حال لم أجد فتاة ترغب بالتوصيل، أعمل على توصيل الأطفال في عمر 7 إلى 8 سنوات لا أكثر".
أزمة الوقود في سوريا
ولفتت أيضاً إلى أنها تشتري الوقود حرّاً ويكفيها لمدة ثلاثة أيام وبعدها تعاود شراءه وهكذا، وكانت حكومة النظام السوري رفعت سعر لتر البنزين، يوم الثلاثاء، وهي الزيادة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، والتي تأتي وسط شح كبير في المشتقات النفطية.
وأشارت إلى أنها تأخذ على التوصيلة 5000 ليرة للشخص الواحد وإذا كان المكان قريباً تتقاضى 2000 ليرة؛ وفي حال ركبت سيدة وابنها صغير فإنها تتقاضى 7500 للاثنين.
وعن عملها يومياً قالت: "أحصل يومياً على ما يقارب 25 ألفاً أو 30 ألف ليرة"، مشيرة إلى أن هذا المبلغ يذهب منه ما يقارب 7 آلاف ليرة صيانة وإصلاح الموتور أسبوعياً، فهي لا تذهب إلى أماكن بعيدة لا تعرفها.
الدراجات النارية وسيلة تنقل في ظل أزمة الوقود
ويعتمد عدد من سكان دمشق على الدراجات في تنقلاتهم اليومية في ظل نقص وسائل النقل الأخرى وانعدامها في أوقات الذروة، وفي ظل ارتفاع أسعار الوقود بشكل مستمر.
في ظل نقص الوقود وأزمة المحروقات وفشل حكومة النظام السوري في حل أزمة المواصلات، ظهرت مؤخراً الدراجات النارية كوسيلة للتنقل داخل المدن والأحياء، وبدأت تنتشر في شوارع دمشق كوسائل نقل بديلة لكنها غير آمنة.