طالب وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، يوم السبت، المجتمع الدولي بتقديم الدعم للاجئين السوريين في الأردن، محذراً من انخفاض كبير في حجم المساعدات الدولية المقدمة للمملكة بهذا الخصوص، في وقت يسارع فيه الأردن إلى تطبيع علاقاته مع النظام السوري.
وقال الصفدي في مقابلة تلفزيونية إنه "يلاحظ وجود تراجع خطير في حجم الدعم الدولي للاجئين، والدول المستضيفة يجب ألّا تتحمل وحدها عبء اللجوء"، مشيراً إلى أنّ أزمة اللاجئين "مسؤولية جماعية وعلى العالم كله أن يتحملها وألا يتركها فقط للأردن".
العلاقات الأردنية مع النظام السوري
وحول العلاقات الأردنية مع النظام السوري، لفت الصفدي إلى جانبين تعامل الأردن بهما مع القضية السورية، الأول هو العلاقة الثنائية، لافتاً إلى أن الحرب في سوريا كان لها "نتائج كارثية على الشعب السوري وأنتجت خرابا ودمارا وقتلا وانعكاسات صعبة على المملكة"، مشيراً إلى تبعاتها على بلاده من انقطاع التجارة عبر سوريا لأوروبا،
وأضاف الصفدي: "الأردن كأي دولة في العالم تخدم مصالحها وتتعامل مع هذا الملف بما يحمي المصالح الوطنية الأردنية ولذا ثمة مسار يعالج الوضع الثنائي ويحاول أن يخدم المصالح الوطنية الأردنية ويحاول أيضا أن يساعد الشعب السوري وأن يقدم له ما يستطيع".
والمسار الثاني الذي يتعامل به الأردن مع القضية السورية، أكد الصفدي أن الأردن يعمل على معالجة انعكاسات الأزمة عليه ويعمل على "خدمة مصالحنا الوطنية"، وأردف: "في المسار الأوسع وعلى مدار السنوات الماضية هناك غياب لأي جهد حقيقي لحل الأزمة السورية، فالكل يقول بأن الحل سياسي".
الحل في سوريا "سياسي"
وشدد الوزير على ضرورة "العمل في إطار منسق مع الجميع من أجل الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة وينهي نتائجها الكارثية ويتعامل مع تباعتها ويحرر سوريا من الإرهاب ويوفر الظروف الطبيعية للعودة الطوعية للاجئين ويعالج كل تبعات الأزمة التي كانت كارثية بكل المعنى".
الأردن يطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن 2254
وقال الصفدي إن الأردن "يعمل على إيجاد تحرك سياسي حقيقي لحل الأزمة ضمن ما هو متفق عليه في قرار مجلس الأمن الدولي 2254، ومن نقطة انطلاق تقول بأنه لا يمكن الاستمرار بالسياسات الحالية أو المقاربة الحالية للأزمة لأن هذه المقاربة لم تنتج شيئا".
عودة النظام السوري للجامعة العربية
وحول عودة النظام السوري للجامعة العربية، لفت وزير الخارجية الأردنية إلى أنّ "قرار عودتها هو قرار لكل الدول العربية ونعتقد أننا نريد أن نعمل على حل الأزمة وهو أمر يجب أن يُبحث في الجامعة"، وذلك بحسب ما نقله موقع المملكة عن تصريحات الوزير التلفزيونية.
التطبيع مع نظام الأسد
تأتي تصريحات الوزير في ظل محاولات الأردن إعادة تعويم نظام الأسد عربياً ودولياً عبر مبادرة حملها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى البيت الأبيض في آب الماضي، وعرضها على الرئيس الأميركي جو بايدن، تتضمن تقليص عقوبات واشنطن المفروضة على الأسد بما يخدم المصالح الأردنية.
ويعاني الأردن من أزمات اقتصادية كثيرة ويعتقد مسؤولوه أن إعادة تأهيل الأسد عربياً بعد سيطرته على مساحات واسعة من سوريا بمساعدة روسية إيرانية من الممكن أن تسهم في إنقاذ المملكة الأردنية الغارقة اقتصادياً.