البث المباشر
معنى الأخفش:
جاء في معجم لسان العرب أنّ الخَفَشُ ضعفٌ في البصر وضيقٌ في العين وقيل صِغَرٌ في العين خِلْقةً، وقيل: هو فساد في جفن العين واحمرار تضيق له العيون من غير وجعٍ ولا قُرْح، أمّا الخطابي فقال: إنّما هو مصدرٌ من خَفِشتْ عينه خَفَشاً إذا قلَّ بصرها وهو فساد في العين يَضعُف منه نورها وتغمض دائماً من غير وجع يعني أنهم في عَمًى وحيرة أو في ظُلمة ليل. وبه سُمّي طائر الخُفّاشُ لضعفِ بصره بالنهار لذا فهو يطير في الليل.
العلماء الذين لقبوا بالأخفش:
أشهرُ من لقّب بالأخفش ثلاثة من علماء النحو واللغة
- الأخفش الصغير: علي بن سليمان عالم بالنحو جمع بين المدرستين البصرية والكوفية ولد عام 235 هجرية، وتوفي عام 315
- الأخفش الأوسط: هو سعيد بن مسعدة، من علماء النحو واللغة، سكن البصرة توفي عام 215. تتلمذ على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي ثم سيبويه، زادَ بحر "الخَبَب" الذي سمّي أيضاً "المتدارك" في علم العروض، وهو أولُ من دوَّنَ علم الصرف،
وكان الأخفشُ هو الطريق إلى كتاب سيبويه، ولمّا مات سيبويه قُرئِ الكتابُ على الأخفش. ومن أشهر مؤلفاته:
(معاني القرآن، والاشتقاق، ومعاني الشعر، وكتاب القوافي)
وذكرَ بعض العلماء أنّ اسم الأخفش إذا وردَ في كتب اللغة إطلاقاً بلا إضافة فإنّ المقصود به هو الأوسط، أي سعيد بن مسعدة.
- الأخفش الكبير: هو عبد الحميد بن عبد المجيد، ولد بهجر في البحرين، وهو نحوي عربي سكَنَ البَصرة، ويُعدُّ أولَ من كتبَ تفسيرَ الشعر بين السطور. توفي عام 177 هجرية.
وذكرَ السيوطي أنَّ الأخافش هم أحدَ عشرَ، فزادَ على هؤلاء الثلاثة: أحمد بن عمران، وأحمد بن محمد الموصلي، وخلف بن عمرو، وعبد الله بن محمد، وعبد العزيز بن أحمد، والشاعر علي بن محمد المغربي، وعلي بن إسماعيل الفاطمي، وهارون بن موسى بن شُريك.
وللشاعر "كشاجم" أبيات في فتًى ادّعى النّحوَ فقال فيه:
تَـشـبّهَ في النّحو بالأخفشَيْن
فـجـاء بـأعــجُـوبة مُـطْـرِفهْ
ولم يــســمـعِ النّحـوَ لكــنّهُ
قَـرَا مـنهُ شـيـئاً وقـد صَـحّفَهْ
فإنْ لم يكنْ أخفشَ النّاظرَينِ
فإنّ الفتى أخـفشُ المعرِفَهْ
وكشاجم هو لقَبٌ لشاعرٍ عبّاسيّ، واسمه محمود بن الحسين، وذُكر أنّه قد سُئل عن سبب اختيار هذا الاسم فقال: إنّها الحروف الأولى من العلوم والأمور التي يُتقنها، فالكاف هو الحرف الأوّل من "كاتب"، والشين الحرف الأوّل من "شاعر"، والألف الحرف الأوّل من "أديب"، والجيم الحرف الأوّل من "جَوَاد"، والميم الحرف الأوّل من "مُنجِّم"، وله مؤلفات كثيرة في عدد من الفنون؛ فكتب في الطبيخ والصيد والأدب وغير ذلك ومنها: أدبُ النديم، والمصايدُ والمطارد.
