البث المباشر
في تناقض صارخ للتفاوت الطبقي الذي تعيشه اللاذقية بين فئة فاحشة الغنى والترف وأخرى لا تكاد تؤمن قوت يومها اليومي؛ أعلن في مدينة اللاذقية عن افتتاح مسبح "الأكواريوس" وهو عبارة عن جزيرة وسط المياه.
ويأتي افتتاح المسبح الذي وصف بأنه من فئة 5 نجوم في وقت يعاني فيه بالأصل سكان المدينة من تأمين مياه الشرب وانقطاع الشبكة عن أحياء لما يزيد من 15 يوماً بشكل متواصل.
ويقع المسبح في منتجع أفاميا على بعد 2 كليومتر من مدينة اللاذقية على شاطئ البحر بشكل مباشر، ويحتوي المنتجع على 190 جناحاً وغرفة متكاملة التجهيزات إضافة إلى 42 فيلا بخيارات مختلفة (غرفة وغرفتين وثلاث غرف نوم مع التراس)، بالإضافة إلى أن جميع الغرف والأجنحة مجهزة بأحدث التقنيات ووسائل التواصل من إنترنت والبرودباند اللاسلكي عالي السرعة في الفلل والمناطق العامة، كما أن كل الغرف مجهزة بفرش عصري يضاهي أفخم المنتجعات.
وبالإضافة إلى الجزيرة العائمة التي تم افتتاحها، يحوي المنتجع السياحي على مجموعة من المطاعم، وقاعة مؤتمرات واجتماعات وديسكو وبار 360 وصف بأنه الأول من نوعه في سوريا.
منتجع اللاذقية
الأحدث
ووفق الناشط الإعلامي أحمد اللاذقاني تصل وجبة الإفطار في هذا المنتجع لأكثر من ضعف راتب موظف حكومي، مشيرا إلى أنه على الرغم من ذلك هناك كثير من الزبائن من المدينة وخارجها.
ويضيف "اللاذقاني" في حديثه لموقع تلفزيون سوريا: "إذا سألت في اللاذقية من يستطيع ارتياد مثل هذا المنتجع فالإجابة هي تلك الفئة الصاعدة من أثرياء الحرب في المدينة الذين يشرفون على عمليات التهريب بكل أنواعها، وغالبيتهم من قادة المليشيات وكبار الضباط وبعض التجار".
وتابع: "المشهد مثير للسخرية حقاً.. هنا بين فئة باتت غارقة في البذخ ومدينة يفتتح بها جزيرة صناعية ومسؤولها عاجزون عن تأمين حتى المياه لأهالي قد لا يبعدون سوى أمتار قليلة عن هذا المنتجع".
ويختم الناشط بتهكم: "لا أدري كيف يؤمن القائمون على المنتجع المياه! هل اشتروا خطاً خاصاً بهم، وكيف يديرون مسألة التقنين الكهربائي؟".
مسبح "الأكواريوس" يثير السخرية
من جانب آخر أثار افتتاح المسبح "الملكي" في المنتجع سخرية على مواقع التواصل الاجتماعي ورأى به البعض دليلاً على شدة الفساد الذي وصلت إليه البلاد.
وفي هذا السياق كتب علي جميل محمد منشوراً قال فيه" يا شعب سوريا العتيد وشعب اللاذقية العنيد..صبرتوا ونلتوا.. بشرى افتتاح مسبح الأكواريوس بعد الصمود والتصدي افرحوا بالنبأ العظيم.. وانسوا المواضيع التافهة كهرباء.. خبز.. مازوت معيشة."
في حين كتب الدكتور فتح الله عمر على "فيس بوك" متهكما:" مسبح الأكواريوس قمة في الجمال الأخلاقي والأناقة الروحية!! لم يعد لأحد من عذر أن يتذمر من البحر!".
أعراس فاحشة البذخ
ومثل المسبح الأسطوري الذي افتتح في مدينة تعج بالفقراء، تناقل أهالي المدينة عدة أعراس أسطورية شهدها منتجع أفاميا بتكاليف خيالية وصلت إلى ملايين الليرات بعضها لأبناء مسؤولين في حكومة النظام.
ومن هذه الأعراس التي وصفت بالخيالية حفلة عرس ابنة مدير مؤسسة المياه في المدينة علي ميهوب العام الماضي، والتي وصلت كلفتها وفق ما ذكرت مصادر في اللاذقية إلى ملياري ليرة سورية.
كما بات المنتجع السياحي مسرحاً لحفلات مشابهة تقام بين فترة وأخرى تعكس مقدار التناقض الصارخ والكبير في مدينة بات الجوع فيها حقيقة لا قصة خيالية، وتحمل داخلها صوراً كثيرة من تناقضات رسمها فساد النظام السوري على مدار أعوام.
