أعلنت حركة "فتح" في لبنان عن اغتيال مسؤول أمني في الحركة، داخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بالقرب من مدينة صيدا جنوبي لبنان.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن القيادي في حركة "فتح" في لبنان، منير المقدح، قوله إن سعيد علاء الدين كان مسؤولاً في الحركة، وكان مكلفاً بمهمة التنسيق مع القوى الأمنية اللبنانية.
وأوضح المقدح أن مسلحاً دخل على علاء الدين في أثناء تأديته الصلاة في منزل أحد أصدقائه، واغتاله رمياً بالرصاص.
ونُقل علاء الدين إلى المستشفى حيث فارق الحياة متأثراً بجراحه، بعد إصابته في رأسه.
وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية بأن المخيم شهد على الفور توتراً واستنفاراً وإطلاق نار، في حين لم تتضح دوافع المهاجم الذي تمكّن من الفرار.
من هو سعيد علاء الدين
ويعرف عن سعيد علاء الدين، الملقب بـ "أبي نادر العسوس"، بأنه المنسق الأمني بين الفصائل الفلسطينية المختلفة داخل مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات الشتات الفلسطيني في لبنان، وأقلها استقراراً.
كما يحمل علاء الدين رتبة عقيد في حركة "فتح"، وكان يشغل منصب مسؤول الارتباط والعلاقات العامة في "الأمن الوطني الفلسطيني".
و"الأمن الوطني الفلسطيني" هي قوات أمنية ذات صبغة عسكرية نظامية، تتبع السلطة الوطنية الفلسطينية بشكل مباشر، أسست بعد اتفاقية أوسلو في العام 1993، وأصبحت بديلاً عن "جيش التحرير الفلسطيني" الذي يسيطر عليه النظام السوري.
ولقوات "الأمن الوطني الفلسطيني" كتائب تنتشر في مناطق الضفة الغربية، في حين ينحصر وجودها في لبنان داخل مخيمات اللاجئين، وتتولى مهمة حماية وترتيب أوضاع المخيمات، وتتواصل مع الجيش اللبناني لحل المشكلات الأمنية التي تحصل داخلها.
مخيم عين الحلوة
يقطن مخيم عين الحلوة، الذي أنشئ في العام 1948، نحو 120 ألف لاجئ فلسطيني وفق تقديرات غير رسمية، بينهم 54 ألفاً مسجلون رسمياً لدى "الأونروا"، بالإضافة لآلاف اللاجئين الفلسطينيين النازحين من سوريا خلال السنوات الماضية.
ويعرف المخيم بكثافته السكانية العالية جداً، (مساحته أقل من 1 كم مربع)، ويعيش سكانه واقعاً إنسانياً مزرياً، ما بين شوارعه الرئيسية القليلة التي لا تتسع لمرور السيارات، وأزقته الضيقة التي يتعثر فيها المارة ببعضهم بعضا، وبيوته القديمة المتلاصقة التي يشيع فيها التصدع والاهتزاز، مما يهددها بالتداعي والانهيار.
ووفق إحصاءات "الأونروا" في العام 2017، يبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 436 ألف لاجئ، يتوزعون على 12 مخيماً في مختلف المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، من أبرزها مخيم نهر البارد في الشمال، ومخيم عين الحلوة في الجنوب، ومخيم ضبية ومخيم المية والمية ومخيم مار إلياس في بيروت.
وبموجب اتفاق فلسطيني لبناني، يعود للعام 1969، عززه "اتفاق الطائف" الذي أنهى الحرب اللبنانية، تعيش مخيمات الفلسطينيين في لبنان نوعاً من الاستقلال الذاتي، ولا يدخلها الجيش اللبناني، حيث تتولى فصائل فلسطينية حفظ الأمن.