بدأت يوم أمس الخميس محاكمة لاجئ سوري يعاني من اضطراب نفسي في مدينة دريسدن الألمانية، بتهمة محاولة القتل غير العمد مع التسبب بضرر جسدي، بعدما طعن مواطناً ألمانياً يعمل في أحد مراكز اللجوء.
وكان الشاب السوري "لواء. أ" أقدم على طعن المواطن الألماني فيدير يرماكوف البالغ من العمر 57 عاماً، في 24 من أيار الماضي، لاعتقاده أن يرماكوف خطف والدته من مركز لإيواء اللاجئين، إذ يعاني المتهم من مرض الفِصام أو كما يُعرف باسم الشيزوفرينيا، مما يجعله غير مدرك لما يفعله.
وعلى الرغم من الهجوم الخطير، أكد يرماكوف أنه يريد متابعة عمله في مركز اللجوء، مضيفاً: "أنا أحب عملي، فأنا لست مجرد بستاني أو سباك، بل أشعر أحياناً أنني والد للاجئين"، وفقاً لصحيفة "بيلد" الألمانية.
كيف وقعت الحادثة؟
ومنذ دخول "لؤي. أ" إلى مركز اللجوء كان يعاني من مرض الفصام، ونقل عدة مرات إلى مشفى للأمراض النفسية، ويقول يرماكوف: "كان لؤي يتنقل بين العيادة والمركز، وأحياناً كان يتكلم مع الظلال في ممرات المركز ليلاً".
ويوم الحادثة كان يرماكوف يعتني بالمركز كالعادة، وفجأة تعرض لضربة في الظهر من الخلف، وعند التفاته وجد لؤي واقفاً أمامه يحمل سكين مطبخ ملطخاً بالدماء.
لقد أخطأت السكين بمسافة قليلة جداً إصابة شريان يرماكوف الأبهر، المسؤول عن توزيع الدم إلى جميع أنحاء الجسم، وما يزال يعاني من خدر في ساقه.
"أنا أسامحه أعلم أنه مريض"
وبحسب لائحة الاتهام، فإن لؤي غير مذنب، إذ إنه أقدم على الحادثة تحت تأثير مرض الفصام، وكان يعتقد أن الحارس قد خطف والدته، كما أن يرماكوف قال خلال جلسة المحاكمة: "أنا أسامحه، أعلم أنه مريض".
وستستمر المحاكمة خلال الفترة المقبلة للبت بقضية وضع المتهم بشكل دائم في مركز للطب النفسي أم لا.
الفصام أو الشيزوفرينيا
هو اضطراب عقلي مزمن وشديد يؤثر في طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه. كما قد يسمع المصابون به أصواتاً غير موجودة، أو قد يعتقدون أن أشخاصاً آخرين يحاولون إيذاءهم، وغالباً ما يصفه الأطباء بأنه نوع من الذهان، وهذا يعني أن الشخص قد لا يكون دائماً قادراً على تمييز أفكاره الخاصة عن الأفكار التي تحدث في الحقيقة.
السبب الدقيق للفصام غير معروف؛ لكن معظم الخبراء يعتقدون أن سبب هذه الحالة هو مزيج من العوامل الوراثية والبيئية. كما يمكن أن تؤدي بعض المواقف إلى حدوث هذه الحالة (مثل: أحداث الحياة المجهدة، أو إساءة استخدام الأدوية).