"اشتعال الصمت"
للبوحِ نافذةُ الكلامْ/
للبوحِ أغنيتي الأخيرةُ
علَّها تشتقُّ من وجعِ الرَّويِّ سُلافَةً/
وتفيضُ عشقاً، وانسجامْ
للبوحِ ذاكرتي القديمةُ/
والجديدةُ..
واشتعالُ الصمتِ في لغةِ الرّخامْ
***
يا أيها الخالونَ من وجدِ البلادِ: تعلّلوا ..
فالصحوُ نهرٌ
والقصيدةُ بيدرٌ
والشمسُ .. تلكَ الشمسُ/ وجهُ حبيبتي
والنخلُ قامتُها المديدةُ في الزِّحامْ
يا أيّها الولهُ المسافرُ فيَّ/ قد أيقظتَني ..
والنّاسُ ..
كلُّ الناسِ في وطني نيامْ!
***
يا أيها المنشقُّ عن وجعِ القصيدةِ/ كلِّها
سقطَ السلامُ من السلامْ!
لم تبقَ أغنيةٌ تؤرجِحُ سدرةَ الموتى ..
وتنذرُ آخرَ الغاوينَ ثانيةً/
وتمنحُ غانياتِ الشرقِ عذراً في الختامْ
***
لم تبقَ بينَ البينِ : فاصلةٌ
تؤجِّجُ طلقةً عمياءَ/
تخترقُ الظلامْ!
سقَطَتْ جهاتُ الشرقِ من لغةِ العروبةِ
قبلَ أنْ،
ترتاحَ فوقَ الضّادِ نقطتُها
وعرَّجَ بالذي لا بُدَّ صمتٌ ..
أيقظَ الكلماتِ
أسرَجَها/
وعتّقَ بين شدقيها لجامْ
***
يا أيها اليقظانُ/
حدَّ السيفِ
كلُّ سيوفِنا: كذبَتْ
وأرَّقَنا الخصامْ
خمسون عاماً/
والسلامُ خرافةٌ ..
والأرضُ بين اثنين/
يعبرُ ظلَّها رمحٌ ..
يُقَطِّرُ من دمِ الشهداءِ فاتحةَ الغرامْ
خمسون عاماً/
والعروبةُ تنحني ..
في الشرقِ راقصةً ..
وفي الغربِ الوحامْ ..
***
خمسون عاماً/
من بقايانا انتشلنا :
عزّةً جوفاءَ
شعراً باردَ الكلماتِ
وثّقَ نصرَنا الهزليَّ ، تاريخاً
ونامْ
يا من يعيرُ النهرَ طعمَ فراتِه؟
وصلاتِه ..
واللهُ أكبرُ فوقَ مئذنةِ العروبةِ/ تستوي:
لحناً، يهزُّ صبابةَ العشّاقِ من وجدِ المقامْ
***
تاهتْ بأغنيتي الدروبُ
وشرّدتْ صمتَ الفصولِ/
فصولُها ..
وتوسّدتْ روحُ الأريجِ
سلافةٌ صهباءُ، سجنُ رضابِها:
شفةٌ يعتِّقُها الفطامْ
***
خذني إلى امرأةٍ:
تُدَوْزِنُ خاطري
تمضي على عجلٍ/
وتتركُ قبلةً في البابِ ..
عنواناً ليومٍ آخَرٍ ..
فنجانَ قهوتِها ..
ونصفَ رسالةٍ:
عفويةِ الكلماتِ، بين دفاتري/
تغتالُ ظلَّ الخوفِ بين قصائدي ..
تستنهضُ الأحلامَ في عينيَّ ثانيةً/
وتمشي ..
أو:
تخبُّ غزالةً/
وتطيرُ إنْ شاءت حمامْ.