تعمل الحكومات من خلال مدارسها ونواديها الرياضية ومنظماتها الخيرية وفرق الرعاية الاجتماعية وغيرها من المؤسسات على دمج اللاجئين بسلاسة داخل المجتمعات التي يعيشون فيها، بيد أن عملية الاندماج معقدة ومتعبة إذ تحدوها الحاجة للانتقال بهدف حفظ النفس وضمان حقوق الإنسان، ولهذا تحولت منطقة ويست كيلبرايد باسكتلندا إلى مركز حقيقي للاستقرار بالنسبة لأغلب اللاجئين، وذلك بفضل رياضة الجودو.
البطلة الأسكتلندية سارة آدلينغتون وهي تشجع طفلة سورية على ممارسة الجودو
مؤسسة لوريتا دويل للجودو
خلال الأسبوع الماضي توجت بطلة الجودو سارة آدلينغتون التي فازت ببطولة دول الكومونولث مرتين 19 يافعاً ويافعة سوريين بأول أحزمة لهم في هذه الرياضة، وذلك بعد استكمالهم لدورة تدريبية مدتها 16 أسبوعاً نظمتها مؤسسة لوريتا دويل للجودو، وهي منظمة خيرية أسست قبل سنوات قليلة غير أنها خلفت أثراً كبيراً طيباً على من وصلوا إلى المملكة المتحدة بعدما عانوا من ظروف صعبة في أماكن أخرى من العالم. فلقد تصدرت سوريا الأخبار طوال سنوات، ولكن بفضل الكثير من الطيبين والتغطية الإعلامية الإيجابية، بقي الأمل موجوداً أمام كثير من السوريين الذين انتقلوا للعيش في المملكة المتحدة.
طفلتان سوريتان تمارسان رياضة الجودو
أقيم عرض المنظمة لمستويات الجودو الجديدة المخصصة للأطفال بحضور الأهالي ولفيف من نجوم رياضة الجودو، كما تخلل العرض بعض الإثارة لخلق أجواء إيجابية ورسم الابتسامة على الوجوه، إلى جانب التعريف برياضة الجودو التي سيمارسها هؤلاء الصغار مستقبلاً، وذلك لأن أول حزام يتقلدونه يعتبر مجرد خطوة أولى على أهميتها، بيد أن المجموعة أصبحت بأكملها اليوم على استعداد لمواصلة مشوارها مع الجودو ضمن مجتمع يرحب بهم ويشعرهم بأنهم منه، ويؤمن لهم بيتاً ضمن عائلة لاعبي الجودو الكبيرة.
19 سورياً شاركوا في دورة الجودو
تلتزم مؤسسة هذه الجمعية الخيرية، وهي بطلة للعالم برياضة الجودو اسمها لوريتا بويل، بتشجيع الأطفال على ممارسة هذه الرياضة مع تقديمها لفرص تكفل انضمامهم بالمجان لدروس تعلم الجودو، ويعتبر حفل التكريم هذا مجرد جزء بسيط من الجهود التي تبذلها، وقد حضر هذا الحفل المديرة التنفيذية لاتحاد الجودو بأسكتلندا جوديث ماكليري.
من اليسار إلى اليمين: سارة آدلينغتون وجوديث ماكليري ولوريتا دويل
وحول ذلك تقول لوريتا: "إن شبابنا السوريين البالغ عددهم تسعة عشر والذين أصبحوا أسكتلنديين مؤخراً هم من خيرة الطلاب في هذه الرياضة إذ أصبحوا مثالاً في الانضباط والالتزام على مدار الأسابيع الستة عشر، وهي مدة الدورة، ولهذا حصلوا على أول حزام ملون يتمنى الجميع الحصول عليه، وفي ذلك إنجاز عظيم، إلا أنهم لم يحصلوا عليه فقط لأنهم تمكنوا من الهبوط دون إيذاء أنفسهم، أو بفضل التقنيات التي تعلموها في مجال الإمساك والرمي، بل لأنهم خلقوا علاقة صداقة في مجال الرياضة، وتمتعوا باللياقة والكياسة وهم يتعاملون مع أندادهم، وذلك لأن الانخراط في رياضة الجودو يتطلب شجاعة ممزوجة بضبط النفس، إلى جانب الكياسة والصدق، ولقد أظهر هؤلاء الأطفال كل تلك الصفات".
المصدر: International Judo Federation