وصل سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد على رأس وفد رفيع إلى طهران في أول زيارة منذ توليه الحكم عام 2020، في مرحلة جديدة يعاد فيها تشكيل العلاقات في الإقليم.
وستقام مراسم استقبال سلطان عمان بحضور الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في المجمع الثقافي التاريخي لسعد آباد بالعاصمة طهران قبل بدء المحادثات الخاصة بين رئيسي البلدين.
وأفادت وكالة "مهر" الإيرانية بأن الزيارة "تأتي تلبية للدعوة التي تلقّاها من الرئيس الإيراني، وتأكيدا على متانة العلاقات الوطيدة بين البلدين".
ووصفت وكالة "إرنا" الإيرانية الزيارة بأنها “خطوة نحو تعزيز العلاقات الودية والتآزر الإقليمي”.
وأكّد وزير خارجية السلطنة بدر بن حمد البوسعيدي لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "هذه الزيارة التاريخية ستنعكس إيجابًا على استقرار المنطقة وأمنها".
سياسة الوساطة
وزار رئيسي العام الماضي مسقط تلبية لدعوة من سلطان عمان وكانت أول زيارة للرئيس الإيراني، وقع خلالها اتفاقات تعاون. وتأتي زيارة سلطان عمان إلى طهران بعد أيام قليلة من أول زيارة له إلى القاهرة التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ولعبت السلطنة دور الوسيط بين إيران ودول غربية في الفترة التي سبقت إبرام الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني لعام 2015، كما توسطت في تبادل سجناء بين طهران ودول غربية.
وكانت الخارجية العُمانية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي نجاح مساعي السلطنة في تبادل السجناء بين إيران وبلجيكا و"تسوية قضية الرعايا المتحفظ عليهم" لدى البلدين.
حيث تربط إيران والسلطنة علاقات سياسية واقتصادية وثيقة، كما أن مسقط أبقت تمثيلها الدبلوماسي في طهران على حاله مطلع العام 2016، رغم الضرر الكبير الذي وقع في العلاقات بين طهران وبعض الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية.
وانسحبت الولايات المتحدة أحادياً من الاتفاق عام 2018، وأعادت فرض عقوبات قاسية على طهران. وبدأت أطراف الاتفاق، بمشاركة غير مباشرة من الولايات المتحدة، مباحثات تهدف لإحيائه في نيسان 2021، لكنها تعثرت اعتبارا من أيلول الماضي.
وتأتي زيارة بن طارق لطهران بعد أسابيع من إبرام السعودية وإيران اتفاقاً برعاية الصين في آذار الماضي، لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما.
وتحدثت تقارير عن تواصل بين طهران والقاهرة قد يفضي لرفع التمثيل الدبلوماسي بينهما إلى مستوى سفير، بعد قطيعة مستمرة منذ نحو 45 عاماً.