رفعت السيدة الجزائرية سعادة عربان دعوى قضائية بحق الكاتب الجزائري الفرنسي (كمال داود) وزوجته.
والتهمة التي وجّهتها "عربان"، استغلال قصتها الشخصية وكشف أسرارها الطبية من دون إذن في روايته الأخيرة "الحوريات".
ومُنح كمال داود، مؤخّراً، جائزة "غونكور" الأدبية عن روايته "الحوريات"، وسط تلميحات تشير إلى أن الفوز بالجائزة كان دافعة سياسياً وليس أدبياً، وتعد "غونكور" أرفع جائزة أدبية في فرنسا.
وظهرت "عربان" في فيديو بثّته قناة "وان تيفي" الجزائرية الخاصة، برفقة زوجها، خلال زيارتها لمكتب محامية جزائرية وكّلتها لرفع دعوى ضد كمال داود بتهمة "نشر قصتها دون موافقتها"، وضد زوجته، طبيبتها النفسية، بتهمة "إفشاء سرها الطبي".
وأفادت "عربان" في مقابلة تلفزيونية، بأنّها تعرف كمال داود وزوجته شخصياً، مشيرة إلى أن زوجته كانت تعالجها نفسياً لسنوات.
وقالت إنها رفضت طلباً سابقاً من الكاتب وزوجته لاستخدام قصتها، لكنها اكتشفت لاحقاً أن روايته (الحوريات) تتناول حياتها مع بعض التعديلات في الأماكن والأحداث.
وأضافت أنّ عدة فقرات في الرواية تشير إليها بوضوح، ورغم أنها واجهت زوجة الكاتب، إلا أنّ الأخيرة أنكرت الأمر، لكنها أهدتها نسخة موقّعة من الرواية مع رسالة من الكاتب يعتبرها البعض "اعترافاً ضمنياً".
وبحسب "عربان"، فإن زوجة كمال داود أشارت إلى إمكانية تحويل الرواية إلى سيناريو فيلم، مع عرض مادي مغرٍ يمكّنها من شراء منزل في إسبانيا.
وكانت رواية "الحوريات" قد حصلت على إشادات واسعة في فرنسا، لكنها جلبت للكاتب انتقادات لاذعة في الجزائر، فضلاً عن مواقفه المثيرة للجدل بشأن القضية الفلسطينية.
الكاتب الجزائري كمال داود
حصل الكاتب الجزائري كمال داود على الجنسية الفرنسية بقرار من الرئيس إيمانويل ماكرون، عام 2020، وقبل عامين، غادر الجزائر ليستقر في فرنسا.
وفي تصريحات سابقة لمجلة "لوبوان" الفرنسية، قال داود: "أتعرّض للهجوم في الجزائر لأنني لست شيوعياً، ولا ملتزماً بمناهضة الاستعمار، ولست معادياً لفرنسا".
وتتناول رواية "الحوريات" (Houris) الصادرة عن دار "غاليمار"، حدثاً تاريخياً من الأكثر عنفاً في نهاية القرن العشرين، إذ تتمحور حول الحرب الأهلية التي شهدتها الجزائر بين عامي 1992 و2002 وعُرفت بـ"العشرية السوداء".