نشرت مؤسسة صدى للأبحاث واستطلاع الرأي مؤخّراً، استطلاعاً للرأي حول التشقّق والتمزّق في المجتمع السوري الناتج عن المواقف الحادة بين السوريين حول أطراف الصراع في سوريا.
وترى مؤسسة "صدى"، أن التأثيرات الاجتماعية السيئة للحرب الدائرة في سوريا ليست جديدة، فقد عصفت بالبلاد حرب متعددة المستويات شارك بها أبناء البلد إضافة للكثير مِن القوى الإقليمية والدولية وتباينت الآراء في البدء كـ معسكرين متقابلين (نظام ومعارضة)، قبل أن تكمل الحرب والنزاعات المتنوعة مسيرتها داخل كل معسكر فنتجت عنه سلسلة مِن المعسكرات التي تلتقي في جوانب وتتباين مواقفها في جوانب أخرى.
وأدّى ذلك - حسب "صدى" - إلى تشقق بات يرخي ظلاله على العلاقات الأسرية في بنية المجتمع السوري سواء في الداخل أو في بلدان المهجر، بل تعداه إلى بنية العلاقات الاجتماعية خارج العائلة والتي تشكل دعامة رئيسية مِن دعامات التماسك في مواجهة هكذا أوضاع، الأمر الذي سينتج هشاشة قد تستعصي على التغيير أو الشفاء في بنية هذا المجتمع.
وركّز استطلاع "صدى" في أسئلته، على مدى الشقاق الذي حصل بين أفراد الأسرة الواحدة أو بين الأصدقاء بسبب مواقفهم مما يجري في سوريا ، وهل يمكن أن ينتهي بانتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر مِن 8 سنوات، وهل لـ هذا الشقاق والتفكّك دوراً سلبياً في مستقبل السلم الاجتماعي بالبلاد.
كما تساءلت "صدى" أيضاً، عن تأثير تلك الشقاقات على الحياة المالية والاجتماعية للفرد في سوريا، وما إن كانت المواقف المتباينة قد انتقلت إلى جيل الأبناء في الوسط العائلي، فضلاً عن مدى تأثير الهجرة الداخلية والخارجية ومساهمة مواقع التواصل الاجتماعي في تعميق الشقاقات بين السوريين واستمرارها.
وجرى الاستطلاع الذي تم خلال الفترة الممتدة بين 5 آذار 2019 حتى 5 نيسان 2019، في سبع مدن سوريّة هي (دمشق، حلب، إدلب) وثلاث مدن تأوي لاجئين سوريين هي (إسطبنول، عنتاب، أورفا) في تركيا، وشمل الاستطلاع 1200 عيّنة شكّلت نسبة الإناث منها قرابة 40 %، وضمّ أعماراً تتراوح بين الـ 17 سنة و الـ 60 سنة.
رابط الاستطلاع على موقع مؤسسة "صدى للأبحاث واستطلاع الرأي" (اضغط هنا).