تواجه منطقة شمال غربي سوريا تزايداً في عدد المصابين بالأمراض التنفسية الحادّة، مع دخول فصل الشتاء واستخدام السكان لوسائل تدفئة ضارة وغير صحية.
وسجلت شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأمراض والأوبئة في مناطق شمالي سوريا، ازدياداً في حالات الأمراض التنفسية الحادة وخاصة بين الأطفال، في حين ذكر الدفاع المدني السوري أن ذلك تزامن مع ظهور حالات مرض شبيهة بالإنفلونزا (ILI)، والمرض التنفسي الحاد الشديد (SARI).
الأمراض التنفسية ترهق القطاع الطبي
ذكر أطباء لموقع تلفزيون سوريا، أن الارتفاع في معدل المصابين بالأمراض التنفسية في شمال غربي سوريا، بدأ منذ نحو ثلاثة أشهر، مؤكدين أن 85 في المئة من الحالات المسجلة في المنطقة هي من الأطفال تحت عمر 5 سنوات.
من جهته، قال الطبيب المختص بأمراض الأطفال في مشفى الأندلس بإدلب، وائل نجم، إنّ تغيّرات الطقس وانخفاض درجات الحرارة، أدت إلى زيادة واضحة في الأمراض الصدرية والتنفسية عند الأطفال.
وأضاف نجم في حديث مع موقع تلفزيون سوريا، أن الحالات الأكثر تسجيلاً، كانت لأطفال أصيبوا بضائقة تنفسية تترافق مع التهاب القصيبات الشعرية، خاصة لمن هم تحت سن الـ 6 أشهر.
وأدى تسجيل عدد كبير من الإصابات بالأمراض التنفسية إلى إرهاق القطاع الطبي في إدلب وما حولها شمال غربي سوريا، والذي يعاني بالأصل من تحديات كبيرة، بسبب نقص الإمكانيات والمعدات الطبية، وتدمير عشرات المنشآت الصحية، من جراء قصف روسيا والنظام السوري.
تكثيف جهود الاستجابة
وكان الدفاع المدني السوري قد ذكر أن الارتفاع بعدد الإصابات بالأمراض التنفسية، جاء مع بداية فصل الشتاء بسبب تغيرات الطقس واستخدام السكان مواد غير صحية للتدفئة كالفحم والحطب والوقود المكرر بدائياً، ذات الاحتراق غير الكامل.
ويمكن أن تتسبب هذه المواد بزيادة شدة الأعراض، وزيادة في الحالات الموسمية التنفسية الإنتانية.
وأشار الدفاع المدني إلى أن فرقه تكثف جهودها في الاستجابة للحالات عبر خدمات الإسعاف والإحالة، بالإضافة إلى خدمات الرعاية الصحية وتقديم العلاج والرذاذ بحسب توصيات الأطباء.
ويضاف إلى ذلك استمرار حملات التوعية المستمرة للحد من انتشار الأمراض بين المدنيين والحفاظ على سلامتهم عن طريق الالتزام بتدابير السلامة والوقاية.
يشار إلى أن مواد التدفئة المستخدمة من قبل معظم سكان شمال غربي سوريا تعتبر غير صحية، إذ تسببت بعدد من الحرائق لا سيما في المخيمات، إضافة إلى إصابة الأطفال بأمراض تنفسية، الأمر الذي يدفع المدنيين لمناشدة المنظمات الإنسانية والفرق المحلية لإيجاد حلول تنهي معاناتهم خلال فصل الشتاء.