كشفت إحصائية جديدة ازدياد حالات الاكتئاب في سوريا إلى الضعف، خلال العامين الفائتين.
وأوضحت الإحصائية، إن العدد الكلي لحالات الاكتئاب، في العام الفائت 2023، وصل إلى 87 ألفاً و966 حالة، في حين كانت نحو 40 ألفاً و114 حالة، في العام 2021.
وبحسب موقع "هاشتاغ سوريا"، فإنّ الاحصائيات تشمل فقط المشافي التابعة لوزارة الصحة في حكومة النظام السوري وهي: "ابن سينا، ابن رشد، ابن خلدون"، بينما لا تشمل القطاع الخاص أو الهلال الأحمر أو الجمعيات الخيرية أو المشافي التابعة لوزارتي "التعليم العالي والدفاع"، التي تقدّم خدمات مشابهة في الصحة النفسية.
المرض وأعراضه
يعد الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً ويصيب مختلف الأعمار والأجناس، لكن نسبة انتشاره بين النساء أكثر من الرجال، بحسب المدير السابق لمشفى "ابن رشد"، جلال شربا.
ويتصف هذا المرض بانخفاض المزاج وقلة النشاط ونقص القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة أو الاهتمام وعدم القدرة على التركيز، والشعور بالتعب واضطراب النوم والشهية وضعف القدرة الجنسية وعدم الرغبة فيها أو الإحساس بالمتعة، وتدني تقدير الذات وضعف الثقة بالنفس.
وتظهر على المصاب أيضاً أعراض جسدية مثل نقص الوزن وفقدان الشهية والأرق والاستيقاظ الباكر مع عدم القدرة على العودة إلى النوم، وجفاف الحلق والغثيان والإمساك والإسهال وآلام في البطن والشعر بآلام مختلفة في الجسم مثل تشنج القولون.
وتتعدّد أسباب الإصابة بهذا المرض، فالعامل الوراثي يلعب دوراً في ذلك، وأيضاً الحاجة للحب والاطمئنان، وبعض الأمراض يمكن أن تؤدي إلى الاكتئاب، مثل الغدة الدرقية وتناول الكحول وإدمان المخدرات وتناول حبوب منع الحمل وغيرها.
وعلاج الاكتئاب -وفق الأطباء- لا يكون بالذهاب في رحلة ترفيهية، ويجب على المريض مراجعة الطبيب النفسي، حيث توجد عشرات الأدوية المضادة للاكتئاب، لكن كل شخص له خصوصية في الاستفادة من الدواء دون آخر، لذلك يجب على المعالِج اختيار الدواء المناسب.
نتيجة الضغوط.. ارتفاع نسبة الأمراض النفسية والقلبية في سوريا
وسبق أن أكّدت الطبيبة النفسية دينا القباني، أن قلق الشباب السوريين اليوم بشأن تأمين أبسط مقومات حياتهم من مقعد في سرفيس إلى تسلم رسالة أسطوانة الغاز، وتأمين أدنى متطلبات الحياة في ضوء ضعف الرواتب والدخول، انعكس على صحتهم النفسية فازدادت الاضطرابات وحالات الاكتئاب بشكل لافت.
وأضافت أن الأزمة الاقتصادية أدت إلى ارتفاع نسبة الاضطرابات النفسية لدى كل من الرجال والنساء خاصة اضطرابات القلق والاكتئاب، والسبب حسب المرضى هو الغلاء والشعور بالعجز عن تأمين مستقبل للأطفال.
وأشارت إلى أن العيادات النفسية يغزوها المرضى لسوء الحالة الاقتصادية وعدم قدرتهم على دعم عائلاتهم، أو إطعام أطفالهم أو التخطيط لمستقبلهم، فضلاً عن التفكير المستمر بكيفية الحصول على أبسط متطلبات الحياة والحفاظ على مستوى معيشي مقبول، في ظل الغلاء الحالي.
من جانبها، أكّدت الطبيبة والمعالجة النفسية، نعمت الداهوك، أن هناك تقارير طبية تكشف عن ارتفاع الجلطات القلبية والدماغية لدى الشباب دون الثلاثين والراشدين دون الخمسين، إضافة إلى تزايد نسبة القلق والرهاب الاجتماعي والوسواس القهري، حتى الأطفال ظهرت عليهم اضطرابات نفسية وسلوكية لم تكن منتشرة بشكل كبير في المجتمع السوري كالتوحد.
ورأت "الداهوك"، أنّ العائلة السورية تحتاج إلى دعم اقتصادي كبير عبر رفع الرواتب وتسهيل قروض السكن، لأنّ نسبة كبيرة من السوريين يعيشون في بيوت مستأجرة عشوائية غير صحية وغير مؤهلة للسكن والاستقرار وتربية جيل سليم ومعافى نفسياً فيها.
يشار إلى أنّ السوريين في مناطق سيطرة النظام يعانون بشكل متزايد من اضطرابات نفسية نتيجة تردي الواقع المعيشي والخدمي باطراد، منذ نحو 13 عاماً، حيث تبلغ نسبة الفقر 90%، بحسب تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية.