تنتعش صناعة الفخار في العاصمة السورية دمشق وتشهد الأدوات المصنوعة من الفخار إقبالاً كبيراً عليها من قبل السوريين وسط تدهور القدرة الشرائية في مناطق سيطرة النظام.
وذكرت وكالة (رويترز) أن أدوات المطبخ المصنوعة من الفخار تنتشر أكثر بين السوريين لأنها تُباع بأسعار أرخص من مثيلاتها المصنوعة من الزجاج أو المعدن، في ظل تقلص القدرة الشرائية مع تراجع سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار.
وأوضحت أنه "رغم ذلك فقد تراجع عدد الورش التي تعمل في تصنيع الفخار منذ عام 2011 مع مغادرة أصحاب بعض تلك الورش للخارج أو إغلاقها.
يقول نبيل علي وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار في دمشق "إن صناعة الفخار في سوريا تنتعش وإن مبيعاته تشهد إقبالا أكثر وسط الأزمة الاقتصادية في البلاد".
ويعتقد نبيل أن شرب الماء من إناء فخاري، مصنوع من الطين، أكثر فائدة للصحة من شربه من آنية مصنوعة من مواد أخرى مُصنعة.
وبخصوص صناعة الفخار أضاف علي "هي مربحة لأنك تصنع من التراب أواني، فهي مثل الذهب، وهي مصلحة وحرفة قديمة".
وأكد زبون يدعى محمد أحمد أن "الفخار أصبح في متناول الأيدي، وهو أقل ثمناً من الزجاج والألمنيوم والستانلس"، مضيفاً أن "الماء في الفخار له فوائد".
وفي أيار الماضي نشر مركز السياسات وبحوث العمليات في سوريا دراسة بعنوان "العيش في دمشق: العمل، الدخل، والاستهلاك"، تكشف عن صعوبات الحياة اليومية للسكّان في ثلاثة أحياء من مدينة دمشق، وخلصت إلى أن نصف سكان العاصمة فقراء.
وأظهرت البيانات أن 41.1 في المئة من المستجيبين للدراسة يعملون بين 41 و 60 ساعة أسبوعياً، في حين ادعى 24.4 في المئة أنهم يعملون أكثر من 60 ساعة أسبوعياً.
ورغم ارتفاع معدل ساعات العمل، فإن الدراسة أوردت أن 43.7 في المئة من سكان العاصمة دمشق، قالوا إنهم يعتبرون مستوى معيشتهم مُنخفضا، حيث يعيش قرابة نصف عائلات المستطلع آراؤهم، على أقل من 1.9 دولار يومياً للفرد الواحد ضمن العائلة، وهو مستوى دون خط الفقر الدولي.
ورأت الدراسة أن 70.7 في المئة من العائلات في دمشق تعتمد على مصدرين أو ثلاثة مصادر رئيسية للدخل في معيشتها، في حين قالت إن 19.2 في المئة عائلاتهم تعتمد على مصدر وحيد.
وصرح نحو 41.8 من عينة الدراسة بأن المُساعدات العينية والنقدية المقدمة من المنظمات الإغاثية هي أحد مصادر دخلهم الرئيسية.