ارتفع عدد السوريين العائدين من المناطق المتضررة من الزلزال في تركيا إلى شمال غربي سوريا إلى أكثر من 40 ألفاً خلال الأسابيع الماضية.
ونقلت وكالة (رويترز) المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا عن مازن علوش، أن "نحو 13 ألفاً و500 سوري دخلوا عبر معبر باب الهوى، وما يقرب من عشرة آلاف عبر معبر جرابلس ونحو سبعة آلاف عبر معبري باب السلام وتل أبيض حتى أمس الإثنين".
من جهته قال مسؤول في وزارة الدفاع التركية أن "عدد السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بلغ 40 ألفاً حتى أمس الإثنين". مضيفاً أن "العدد يتزايد يومياً".
وبحسب الأمم المتحدة فإن "العديد من اللاجئين السوريين عادوا للاطمئنان على أقاربهم بعد الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 44 ألف شخص في تركيا ونحو ستة آلاف في سوريا، معظمهم في شمال غربي البلاد".
يعودون ولكن لا يعرفون وجهتهم
ويقول خالد الأحمد، وهو عامل سوري في منتصف الخمسينيات كان يعيش في كهرمان مرعش التي تضررت بشدة من الزلزال، "نخطط للذهاب لرؤية أقاربنا والخروج من هذه الأجواء الصعبة هنا".
ووقف الأحمد هو وأبناؤه العشرة في انتظار المرور عبر الجانب التركي من معبر باب الهوى في نهاية الأسبوع، وهي المرة الأولى التي يعودون فيها إلى سوريا منذ مغادرتهم قبل ثماني سنوات. وأضاف أن منزله تعرض لأضرار بالغة ولم يعد لديه عمل يقوم به.
وأوضح أن "السوريين يعودون إلى وطنهم دون أن يعرفوا مكان وجهتهم تحديداً، ولكن كل ما يريدونه فقط هو الخروج من تركيا في الوقت الحالي". مشيراً إلى أنه يسعى للعودة إلى تركيا في غضون شهر أو شهرين.
زلزال سوريا وتركيا
وشهدت مناطق شمال غربي سوريا وجنوبي تركيا فجر الإثنين 6 شباط الجاري، زلزالين بقوة (7.6 و7.8) على مقياس ريختر، هما الأعنف تقريباً في تاريخ المنطقة، ما تسبّب بحدوث كارثة إنسانية نتيجة الدمار الهائل الذي خلّف آلاف الضحايا ومئات آلاف المشرّدين.
ووصل عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا إلى أكثر من 46 ألف حالة وفاة، مع بقاء كثيرين في عداد المفقودين، ودمار كبير طال الأبنية السكنية.
ويشير تقرير للبنك الدولي إلى أن 1.25 مليون شخص أصبحوا بلا مأوى بسبب الأضرار التي لحقت بمنازلهم أو انهيارها بشكل كامل، وما تزال المنطقة تشهد هزات ارتدادية أقل قوّة تجاوزت 7500 هزة.