كشف فريق "منسقو استجابة سوريا" عن ارتفاع عدد حالات الانتحار في مناطق شمال غربي سوريا إلى 71 حالة منذ بداية العام الجاري 2022، بينها 24 حالة باءت بالفشل، وذلك بعد تسجيل ثلاث حالات انتحار جديدة لعدد من المدنيين بينهم طفل.
وقال الفريق في بيان عبر صفحته في فيس بوك اليوم الأربعاء إن "النساء والأطفال يشكلون الفئة الأكبر في أعداد تلك الحالات، وذلك بسبب عدم وجود من يساعدهم على تخطي الصعوبات التي يعانون منها، واليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم".
وناشد الفريق المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بمساندة المدنيين والنازحين وتأمين المتطلبات الأساسية لهم، وخاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الأساسية، والتهديدات المستمرة بقطع المساعدات الإنسانية عن المدنيين، والعمل على تأمين فرص العمل بشكل دوري للحد من انتشار البطالة في المنطقة.
كما حث الفريق المنظمات الإنسانية على تفعيل العيادات النفسية ضمن المراكز الطبية وتفعيل أرقام خاصة للإبلاغ عن حالات محتملة بغية التعامل معها بشكل عاجل، وذلك بغية منع المجتمع المحلي من الانزلاق إلى مشكلات جديدة تضاف إلى قائمة طويلة يعاني منها السكان المدنيون في المنطقة.
وأوصى الفريق بإنشاء مصحات خاصة لعلاج مدمني المخدرات في المنطقة، وخاصةً بعد انتشار ترويج المخدرات، والتعاون مع الجهات المسيطرة بالإبلاغ عن مروجي المخدرات وخاصةً أن متعاطي المخدرات يدخلون بحالة غياب للوعي الكامل وعدم القدرة على اتخاذ القرار أو منع نفسهم من الانتحار.
أسباب وعوامل الانتحار
وفي ظل ما يعيشه الأهالي في مناطق شمال غربي سوريا من تحديات الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، تكثر الأسباب والعوامل التي تسهم في تفشي ظاهرة الانتحار بالمنطقة، لكونها تتعلق بالفرد ذاته الذي يصل إلى طرق مسدودة ومجهولة المستقبل، ما يدفعه إلى وضع حدِّ لحياته.
وفي حديث سابق لموقع تلفزيون سوريا، وضع الباحث الاجتماعي عبد الله درويش عدداً من العوامل والأسباب التي أسهمت في تفشي ظاهرة الانتحار بشكل عام لدى مختلف الفئات العمرية في الشمال السوري.
عوامل اقتصادية:
- الأوضاع المعيشية والاقتصادية التي تعاني منها العائلة السورية.
- العجز عن تأمين أدنى متطلبات الحياة اليومية في ظل انعدام فرص العمل.
- غياب الأمان الوظيفي، وعدم وجود مستقبل واضح للعمل.
- غياب المشاريع الحقيقية لتوفير فرص عمل.
عوامل اجتماعية:
- التهجير، والنزوح، وتغيّر أماكن السكن بشكل مستمر، وما نتج عنه من انعدام استقرار.
- غياب الرعاية الأسرية نتيجة التفكك الأسري والمشكلات العائلية.
- انتشار المواد المخدرة وارتفاع أعداد المتعاطين منها من الجنسين، وفقدان المتعاطي القدرة على إدراك تصرفاته.
- الضغوط الاجتماعية المحيطة بالفرد، وما تسببه من انكسارات وإحباطات على المستوى الشخصي.
- عدم قدرة الأسرة على توفير متطلبات أبنائها، ومواكبة التطورات التي يلاحظها الفرد، ما يصل به إلى مرحلة إحباط وعجز تام.
- التشهير، على مواقع التواصل الاجتماعي وما يرافقه من فضائح شخصية للأفراد.
- التسرب التعليمي، وغياب الدور الحقيقي للمدرسة.
عوامل نفسية:
- القلق والخوف من المستقبل، وعدم وضوحه.
- غياب الأمن وما ينتج عنه من خوف وهلع مستمر.
- الاضطرابات النفسية، وعدم الاستقرار النفسي
- غياب مراكز الرعاية الصحية والنفسية.