تشهد منطقتا رأس العين شمالي الحسكة وتل أبيض شمالي الرقة، أزمة في توفّر مادة الخبز، منذ أكثر من أسبوع، بالتزامن مع تخفيض وزن الربطة ورفع سعرها.
وبحسب مصادر محلية من المنطقتين تحدثت لـ موقع تلفزيون سوريا، فإن سعر ربطة الخبز تضاعف أكثر من مرتين في رأس العين، في حين تراجع وزن الربطة إلى 2 كليوغرام فقط بعد أن كان 2 كيلو و400 غرام في تل أبيض، ما أدى إلى أزمة كبيرة بالنسبة للأهالي الذين يعيشون في المنطقة وسط قلة فرص العمل وتدنّي الأجور.
ارتفاع السعر وتراجع بالوزن
تضاعف سعر ربطة الخبز أكثر من ثلاث مرّات ووصل إلى 14 ليرة تركية، بعد أن كان سعر الربطة 3 ليرات، كما تراجع عدد الأرغفة من 10 إلى 5 فقط، ما شكّل ضغطاً كبيراً على العائلات الفقيرة.
وبحسب المصادر في مدينة رأس العين، يوزّع الخبز من الفرن العام إلى معتمدين يتلقّون رواتبهم من المجلس المحلي، وبدورهم يوزّعونه على الأهالي، كما يوجد في المدينة فرن خاص واحد يعمل بشكل أساسي لصالح المنظمات التي تموّل تأمين الخبز للعائلات الفقيرة.
وفي تل أبيض، قال متعب الحسون -المتحدث الإعلامي باسم المجلس المحلي- لـ موقع تلفزيون سوريا، إنّ الربطة الخبز تُباع بـ15 ليرة تركيّة، ولكن بعد تراجع عدد الأرغفة في الربطة الواحدة تراجع من 30 إلى 25 رغيفاً.
وغلاء السعر النظامي في تل أبيض مقارنة برأس العين، برّر "الحسون" ذلك، بالحاجة إلى توفير دعم مالي لتغطية شراء الطحين اللازم لتشغيل الفرن العام وتأمين الخبز عند انقطاع الطحين، الذي تؤمّنه هيئة الكوارث والطوارئ التركيّة (آفاد).
توقّف مؤقت للدعم
وبحسب "الحسون" فإن الأزمة ناتجة عن توقّف وصول الطحين من منظمة "آفاد"، التي تقدّم الطحين بشكل مجاني للمجالس المحلية لمدة 10 أشهر بالعام وتتوقّف مدة شهرين.
وأضاف، أنهم يتلقون من "آفاد" 30 طناً من الطحين يومياً على مدار 10 أشهر تُطحن كلها، وهم الآن يؤمنون الكمية نفسها من مصادر أخرى لتغطية غياب الدعم.
وفي مدينة رأس العين قال مصدر من الفرن العام، إنّهم يتلقون 800 طن شهرياً من "آفاد"، وكانوا يخبزون نحو 30 طناً باليوم، إلا أنهم الآن وبسبب النقص يخبزون أقل من 10 أطنان فقط.
"لا رقابة تموينية في رأس العين"
بحسب مصدر محلي لـ موقع تلفزيون سوريا، فإن الخبز القليل الذي يُباع عبر المعتمدين يُعاد بيعه في الأسواق بسعر مرتفع جدّاً، وسط وعودٍ من المجلس المحلي في رأس العين بـ"حل المشكلة" قريباً.
وقال حسن الأحمد -مدير المطحنة الوحيدة التابعة للمؤسسة العامة للحبوب في المنطقة- إن المطحنة تعمل عند الطلب وهي قادرة على إنتاج كميات كبيرة، كما أنّها تبيع كيس الطحين بمبلغ 15 دولاراً أميركياً للأهالي، والطن بـ300 دولار للقطاع الخاص.
وأضاف "الأحمد" أنهم يبيعون طن الطحين إلى المجالس المحلية بسعر 280 دولاراً، وقد تواصل معهم مجلس تل أبيض للحصول على 30 طناً يومياً، في حين طلب مجلس رأس العين 15 طناً.
حلول فردية بانتظار الحل الجماعي
بانتظار حل المشكلة، يقول "أبو علي" وهو من سكّان رأس العين، إنه اشترى كيس طحين وبدأت زوجته الخَبز في المنزل، كما أن كثيراً من الجيران بدؤوا يتّبعون الطريقة ذاتها، أو بالحصول على خبزهم من أقاربهم في القرى.
وأضاف "أبو علي" أنّ ثمن كيس الطحين يبلغ 340 ليرة تركية، وهو مبلغ كبير مقارنة بأجور سكّان المنطقة التي يبلغ متوسطها أقل من 2000 ليرة تركية بالنسبة للموظفين في المجلس المحلي، بينما هو أقل من ذلك بالنسبة للفلاحين وباقي السكان وهم الغالبية.
وأشار "أبو علي" إلى أنّ عائلته تتكوّن من 7 أشخاص وهي بحاجة لأربع ربطات خبز يومية، والسعر الحالي يجعله ينفق يومياً مبلغاً كبيراً ليس باستطاعته.
يشار إلى أن الجيشين التركي والوطني السوري يسيطران على مساحات واسعة شرق الفرات تمتد من مدينة رأس العين شمال شرقي الحسكة حتى مدينة تل أبيض شمالي الرقة، وبعمق يمتد إلى نحو 30 كيلومتراً يصل إلى الطريق الدولي حلب - الحسكة (M4)، وذلك عقب عملية "نبع السلام" التي أطلقها الجيشان، يوم 9 تشرين الأول 2019.